نفى الناطق الرسمي باسم الأفلان السعيد بوحجة وجود أي خلاف داخل الحزب مثلما حاولت بعض الجهات الترويج له مباشرة بعد انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني، كما أوضح في المقابل أن عبد العزيز بلخادم أثبت مرة أخرى حنكته في تسيير شؤون القوة السياسية الأولى في البلاد، ولم يفوّت بوحجة الفرصة للتأكيد أيضا بأن قرار توسيع أمانة الهيئة التنفيذية من صلاحيات الأمين العام لحزب عندما يرى في ذلك ضرورة. أرجع السعيد بوحجة النجاح الأخير والمكاسب التي حققتها دورة المجلس الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني إلى "حنكة عبد العزيز بلخادم وذكائه وقوة طرحة خلال تسيير شؤون الحزب"، كما أثنى من جانب آخر بالوعي الذي أبداه المناضلون الذين قال إنهم بذلك يؤكدون التزامهم الثابت بالتعليمات الصادرة عن القيادة الحالية خاصة فيما يتعلق بدخول الاستحقاق الرئاسي المقبل بقوة. وخلافا لما روجت له بعض المنابر الإعلامية والأوساط التي لا يخدمها استقرار الحزب العتيد بشأن ضعف القيادة الحالية بما في ذلك الأمين العام في تسيير شؤون الأفلان، أورد الناطق الرسمي أن "الإجماع الذي حصل خلال دورة المجلس الوطني يثبت عكس ذلك خاصة فيما يتعلق بشخص بلخادم الذي أكد مرة أخرى حسن أدائه في الممارسة الحزبية سواء في المجال السياسي أو التنظيمي..". وأكد السعيد بوحجة في هذا السياق وهو يتحدث مرة أخرى عن النتائج التي خرج بها اجتماع المجلس الوطني على أساس كونه أعلى هيئة بين مؤتمرين، أن الإجماع الحاصل حول حصيلة النشاط في العامين الأخيرين يشير بدوره إلى أن القيادة الحالية برئاسة بلخادم عملت بكيفية ذكية وجدية في كل المراحل التحضيرية لانعقاد هذه المحطة الهامة، قبل أن يوضح بإلحاح قائلا: "لقد سجلنا معطيات تنفي بشكل قطعي صحة التأويلات والادعاءات التي تحرّكها بعض الجهات بخصوص ضعف الطاقم القيادي الحالي..، وما المصادقة على برنامج النشاط والآفاق سوى دليل يدحض ما يتم الترويج له في هذه الفترة". وبالعودة إلى ما جرى من نقاش خلال الدورة الأخيرة للمجلس الوطني فإن بوحجة يرى في إبداء بعض الأعضاء تحفظاتهم على عدد من النقاط لا يعني البتة أن الحزب العتيد يعرف خلافات حادة، "بل على العكس من ذلك فإن هذا الأمر يؤكد قوة الحوار التي يستند إليها الأفلان، وما وقع هو أمر عادي في إطار النقاش الحر لأنه من المهم أن يكون لكل عضو رأي يعطيه في المسائل المصيرية التي تهم الحزب في مثل هذا الظرف بالذات". وتابع المتحدث في تصريح ل "صوت الأحرار" أن النقاش الذي دار طيلة يومين من الأشغال خرج بما لم يتردد في وصفه ب "وثيقة تاريخية" التي قال إنها أكدت بأن الأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس الوطني كان لهم نقاش ثري ساهم بكثير في رسم الطريق وتوضيح معالم الحزب في المستقبل، بل إن مضمون الوثيقة ذاتها وفق تقدير السعيد بوحجة "يدفع دون شك بكل المناضلين إلى المزيد من العمل من أجل الحفاظ على موقع جبهة التحرير الوطني كتشكيلة أولى ورائدة..". إلى ذلك ذهب محدثنا إلى القول وكله ثقة "إن أسلوب الحوار كان حضاريا ومثمرا بهدف إثراء الأهداف التي رسمها الحزب وهذه خاصية يتميز بها الأفلان، والعبرة في النتيجة التي كانت في صالح الحزب والأمين العام مما يؤكد سلامة نهج الذي نسير عليه"، والأكثر من ذلك فقد أفاد السعيد بوحجة أن "ما توصلنا إليه ينفي كل الادعاءات لأنه ببساطة ثبت وعي المناضلين بمبادئ الحزب وتأكد الوعي بأن المرحلة المقبلة حاسمة والكل ملتف حول القيادة والأهداف المستقبلية التي تنتظر التجسيد". وبرأي بوحجة فإن القناعة التي خرج بها أعضاء المجلس الوطني وقيادة الحزب العتيد عموما بداية هذا الأسبوع تكمن في أن الرهان المقبل يبقى ضمان نسبة مشاركة عالية الانتخابات الرئاسية وهو ما يعني أن "الحزب العتيد سيكون القاطرة التي تجر كل القوى السياسية الأخرى من أجل كسب هذه المعركة حتى تكون الجبهة متميزة في دور التعبئة ومن ثم المساهمة في نجاح هذا الاستحقاق بضمان الفوز للمرشح الذي ندعمه". وتحدث السعيد بوحجة في سياق متصل عن الحديث الذي كثر حول قرار توسيع أمانة الهيئة التنفيذية، مفندا أن تكون ضمن جدول أعمال دورة المجلس الوطني الذي لم يصادق عليها ولم تطرح أصلا للنقاش، موضحا "هناك من طالب بمناقشة هذه النقطة التي لم تكن مدرجة تماما، لأن ذلك لم يكن أمرا ممكنا باعتبار أن الأمين العام للحزب وبحكم الصلاحيات التي يتمتع بها مخوّل بذلك كلما رأى ذلك ضروريا دون الحاجة إلى مزايدات من هذا القبيل..".