تفصل قيادة حزب جبهة التحرير الوطني هذا الأربعاء في آخر التدابير المتعلقة بالتحضير لدخول انتخابات مجلس الأمة بقوة، وقد اقتصر اجتماع أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان المنعقد صباح أمس بالمقر المركزي على بعض التوجيهات الذي قدّمها الأمين العام عبد العزيز بلخادم بناء على المعطيات التي وصلته من المحافظات، على أن يتم استكمال الفحص الدقيق لملفات المترشحين في لقاء ثان سيعقد بعد يومين. اجتماع أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان جاء من أجل وضع اللمسات الأخيرة الخاصة بإجراء الانتخابات الأولية قصد اختيار مرشحي الحزب لاستحقاق التجديد الجزئي لانتخابات الغرفة العليا للبرلمان، وبحسب ما أورده السعيد بوحجة فإن قيادة جبهة التحرير الوطني تولي أهمية كبيرة وبالغة لمن يمثلها في مجلس الأمة، وعلى هذا الأساس برّر تأجيل البت في ملفات الترشح إلى بعد غد الأربعاء بما يسمح بضمان دراسة معمّقة لهذه الملفات. وقال الناطق الرسمي للأفلان في تصريح خصّ به »صوت الأحرار«، إن عبد العزيز بلخادم الذي ترأس اجتماع أمس حرص على تقديم بعض التحاليل انطلاقا من وقوفه على واقع الهيئات القاعدية وكذا بالاستناد إلى معطيات ميدانية، وهي التحاليل التي أفاد بوحجة بأنه ينبغي على المحافظات العمل بها من أجل ضمان أكبر المكاسب خلال هذا الاستحقاق الانتخابي، وقد رفض محدّثنا الخوض في تفاصيل أكثر في انتظار ما سيتم الخروج به من قرارات بعد يومين من الآن. ويبدو أن قيادة الحزب العتيد تريد التعامل بمرونة أكبر مع انتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة، ومن مؤشرات ذلك توجيهها تعليمات إلى المسؤولين المحليين وبخاصة المنتخبين في المجالس البلدية والولائية تفوّضهم فيها سلطة القرار والحسم في خيارات التحالفات بما يخدم مصلحة الأفلان، وإن كان الحزب لا يريد التفريط في شريكيه في التحالف الرئاسي فإن ذلك لا يعني عدم إمكانية التحالف مع أحزاب أخرى لكن مع مراعاة الخيارات الإستراتيجية للأفلان. وعلى صعيد آخر كشف السعيد بوحجة أن عملية التحضير للمؤتمر التاسع تسير هي الأخرى على ما يرام، حيث أشار إلى أن أغلبية المشاريع الأولية التي يجري إعدادها على مستوى اللجان الفرعية قد وصلت مرحلة الصياغة النهائية في انتظار عرضها للنقاش الهيئة التنفيذية نهاية شهر نوفمبر المقبل على أن ترفع مرة أخرى إلى المجلس الوطني المقرّر أن يعقد دورة عادية نهاية شهر ديسمبر وبعد المصادقة عليها، يضيف المتحدث، تتحوّل كل الملاحظات والأفكار المدرجة إلى مشاريع يبتّ فيها المؤتمر التاسع. إلى ذلك أوضح عضو أمانة الهيئة التنفيذية بخصوص المشاركة في أشغال المؤتمر بأنها مفتوحة لجميع المناضلين على أن يتم انتقاؤهم محليا بما يتطابق مع القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، قائلا بأنه لا مجال للإقصاء فيما يتعلق بالمندوبين، لكن بوحجة شدّد على أن فتح مجال الترشيحات لاختيار المندوبين لا يمكن الخوض فيه إلا حينما تنهي اللجان الفرعية المكلفة لتحضير أشغال المؤتمر التاسع من صياغة تقاريرها. ولم يغفل السعيد بوحجة الإشارة إلى محاولة بعض الأطراف الاستثمار في بعض الخلافات التي تقع بين الفينة والأخرى على المستوى القاعدي، وإن كان محدّثنا استغرب سعي بعض الجهات الترويج لمثل هذه الأفكار فإنه حرص على التأكيد أن »الرأي المخالف في المحافظات لا يعبّر إطلاقا عن وجود حالات انسداد مثلما يريده البعض، وإنما على العكس تماما فإن هذا الأمر يؤشر إلى حالة من الحراك السياسي التي يعرفها أكبر حزب سياسي في البلاد«. جدير بالإشارة إلى أن عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بقطاع الإعلام قد نشّط زوال أمس لقاء تحسيسيا بولاية البليدة ضم منتخبي جبهة التحرير الوطني، وهو اللقاء الذي قال بشأنه بوحجة إنه يدخل في إطار سلسلة الخرجات الميدانية التي دأبت القيادة الحزبية على تنشيطها بشكل دوري خصوصا مع بداية اقتراب موعد عقد المؤتمر التاسع بما يقتضي تجنيدا واسعا للمناضلين.