انتقدت الجزائر، أمس، موقف الرئاسة التشيكية للإتحاد الأوروبي من الهجمة الإسرائيلية ضد غزة، واعتبرت أن تصريحات المتحدث باسم الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك تساوي "بين الضحية والجلاد"، كما وصفت الموقف التشيكي ب" الانزلاق السياسي المغرض"، مطالبة بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الهمجي ضد قطاع غزة الذي يدخل يومه الحادي عشر. أبدت الجزائر استيائها من الموقف الذي عبر عنه الناطق الرسمي التشيكي حسب ما أكده بيان لوزارة الشؤون الخارجية، وقال ذات المصدر"إن الجزائر تسجل باستياء الموقف الذي عبّر عنه الناطق الرسمي التشيكي". وعبرت السلطات الجزائرية عن أسفها مما أسمته ب" الانزلاق الذي ينم عن فكر سياسي مغرض" خاصة وأن التصريحات التي أطلقها المسؤول التشيكي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوربي لا تميز بين المستعمر والمستعمر والمعتدي والمعتدى عليه، معتبرة الموقف التشيكي وضع الجلاد والضحية في مرتبة واحدة وساوى بين الطرفين، قائلا إن "هؤلاء يعتقدون أنهم في منأى عن حكم التاريخ القاسي". وطالبت الجزائر بالوقف الفوري لهذا العدوان الوحشي بعدما أضافت أنها "تضم صوتها إلى كل الأصوات التي لا تزال تتعالى في العالم"، مجددة تضامنها الفعال واللا مشروط مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة. وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك قال إن "الهجوم البري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة "هو دفاعي أكثر منه هجومياً"، معتبرا إياه "مجرد عبور حدود غزة، لا عنف ولا ضحايا وننتظر معلومات إضافية ونريد مزيدا من التفاصيل". كما حمّل وزير خارجيته، كاريل شفارزينبيرغ، حركة حماس مسؤولية التصعيد، ودعا إلى "تجاهل هذه المنظمة من أي مفاوضات محتملة وتجريدها من السلاح". وتجدر الإشارة هنا أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي التشيكي الموراقي حسن شرفوا اعتبر أن الموقف الرسمي التشيكي يشكل امتدادا لنفس السياسة الخارجية السابقة في مجال الكيل بمكيالين تجاه العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وأصدر الحزب بيانا خلال الأيام الأولى للعدوان اعتبر حسب شرفوا من أعنف البيانات ضد السياسة الإسرائيلية والأميركية، حيث وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة ب"الهمجي"، وقال إن الشعب الفلسطيني "يشهد أبشع أنواع الجرائم ضد الإنسانية"، ووصف ما جرى بأنه "مذبحة تنطوي على جرائم حرب". وقال البيان إن الحزب الشيوعي مع جميع الأحزاب الشيوعية الأخرى يعتبرون أن إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر لتدمير غزة من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش ونفاق سياسة الاتحاد الأوروبي وتواطؤ بعض الأنظمة العربية، إضافة إلى دوافع الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.