لا شيء في وسائل الإعلام الغربية عن الجرائم التي ترتكبها فرق القتل الصهيونية في غزة، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزملاؤه في الاتحاد الأوروبي لا يريدون الخوض في هذه المسألة المعقدة، وهم يتجاهلون مسؤوليتهم في حصار الشعب الفلسطيني طيلة أكثر من عشرين شهرا، أما مجرم الحرب المقيم البيت الأبيض الأمريكي فهو يعلن تعاطفه مع إسرائيل وتفهمه لرغبتها في حماية نفسها. الطائرات الصهيونية، أمريكية الصنع، تطارد الأطفال الفلسطينيين في مدارس الأونروا وتدمرها على رؤوسهم، وتهدم البيوت على من فيها، وما يسمى بالعالم الحر لا يرى شيئا من ذلك، وبعد قليل سيخرج علينا بعض المنافقين من أمثال ساركوزي وبراون وميركل ليحدثونا عن حقوق الإنسان، وفي خضم المحرقة لا تجد وسائل الإعلام الغربية حرجا في الحديث عن "القلق النفسي" الذي يعاني منه المستوطنون الصهاينة بسبب صواريخ المقاومة الفلسطينية. منذ وقت طويل سقط هذا الغرب أخلاقيا، وما يجري من حرب إبادة في غزة هو تأكيد لهذا السقوط الذي لا يبقي للغرب برمته أي سلطة أخلاقية ولا يترك له أي حق في الحديث القانون الدولي أو حقوق الإنسان، وما يجري في غزة يسبغ كل الشرعية على كل وسائل المقاومة دون استثناء، ويسقط حجج المهزومين الذين اعتنقوا عقيدة الدفاع عن المدنيين الإسرائيليين دون أن يفعلوا شيئا لحماية مواطنيهم من الإرهاب الصهيوني ودون أن يسعوا إلى إبقاء خيار المقاومة الذي يبقى الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا الإرهاب الصهيوني. لم يعد السؤال عمن يتحمل مسؤولية ما يجري مطروحا، فهناك أصحاب حق وزمر إرهابية تمارس القتل بمباركة من الدول التي أنشأت هذا الكيان الإرهابي ورعته، فالمحرقة لها هدف واحد هو إرغام المقاومة على الاعتراف بإسرائيل والتعامل معها، وهذا الخيار يجب أن يسقط اليوم بشكل نهائي، فهذا الكيان يجب أن يزول وبكل الوسائل، وهذا ما يجب أن يتحول إلى عقيدة لدى العرب والمسلمين، وإذا لم تزل إسرائيل فسنكون نحن المهددون بالزوال.