إن المنافسين الخمسة لبوتفليقة ، سيحصدون المراتب الأخيرة عن جدارة واستحقاق، وسوف يتقاسمون 12 بالمئة من الأصوات فيما بينهم.. هذه هي بضاعتكم ردت إليكم .. وإلى اللقاء في رئاسيات 2014. غدا يقول الشعب كلمته ، ويختار واحدا من بين الشخصيات الستة المتنافسة على كرسي الرئاسة ، والتي نشطت حملة انتخابية طلبا لصوت الشعب وتزكيته طيلة 19 يوما، استخرج كل مترشح وسائل الإغراء الممكنة وأظهر كل منهم مفاتنه ومحاسنه للرأي العام .. انتهت الحملة .. وجاء دور الصناديق، ونتائج الإنتخابات ما هي من الناحية النظرية سوى ماضي الحملة الإنتخابية، أي أن كل واحد سيحصد ما زرع، وهذا يعني أنه من رحم الحملة يولد المستقبل .. مستقبل كل مترشح. ومن خلال استنطاق الحاضر والماضي معا، ومن خلال قراءة البيئة السياسية التي تمت فيها الحملة الإنتخابية، يمكننا التنبؤ بمستقبل هذا وذاك. وبناء على هذا التأسيس النظري، فإن نسبة المشاركة المتوقعة ستتعدى 70 بالمئة، ذلك أن دعاة المقاطعة وهم قليلون على أية حال، لا يتمتعون بنفوذ شعبي في المجتمع الجزائري، إما لأنهم يمثلون تيارا ثقافيا، أو يدعون أنهم يمثلون منطقة جغرافية بعينها، أو بادروا بالتجني على الراية الوطنية، وقبلها على شهداء الثورة، أو قدروا أنه لا حظ لهم مع ترشح بوتفليقة بخبرته وحنكته ونفوذه والتفاف الشعب به. قد يقول قائل ، إن هذا ليس مبررا لارتفاع نسبة المشاركة إلى نحو 70 بالمئة ، ويبرر قراءته بضعف نسبة المشاركة الشعبية في محليات وتشريعات 2007 التي كانت في حدود 35 بالمئة ، رغم أنه خلالها لم تكن هناك دعوات للمقاطعة بالشكل الذي هي عليه الآن. ونقول أن هذا أيضا صحيح .. لكن المقاطعة ستحسب لصالح دعاتها .. الذين قلنا أنهم لا يمثلون الشعب، بل لا يمثلون حتى المنطقة التي يدعون تمثيلها، والأكثر من هذا أنهم مسوا بثابت وطني مقدس وهو العلم الجزائري رمز السيادة والإستقلال ، ورمز السلام الحرية، ورمز الثورة والشهداء، ورمز للإسلام والإنتماء. وبالتالي فإنني أتوقع أن دعاة المقاطعة يكونون قد خدموا المشاركة أكثر .. لأنه إذا صحت نظرية قل لي ماذا تفعل يوم الإنتخابات أقول لك من أنت ؟ فإن عدم التصويت قد يحشرك مع هاته الزمرة. وسوف يفوز بوتفليقة بهذه الرئاسيات في الدور الأول، وبنسبة تناهز 88 بالمئة، وتوقعي هذه النسبة مرده إلى عدم وجود شخصية قوية منافسة للرئيس، فرئاسيات 2004 رغم قوتها و " تطاحن " المترشحين فيها، فاز بوتفليقة في الدور الأول بنسبة 86 بالمئة، لذلك أعتقد أن نسبة فوز بوتفليقة في رئاسيات 2009 لن تقل عن 88 بالمئة. أما ترتيب المترشحين، فأعتقد أن لويزة حنون ستأتي في المرتبة الثانية، بنسبة تفوق تلك التي تحصل عليها السيد علي بن فليس في رئاسيات 2004 ، أي ستحصل على نحو 7 بالمئة ، وسوف يعود المركز الثالث للسيد محمد السعيد بالنظر إلى الحملة الإنتخابية الناجحة التي قادها وهو لا يملك حزبا، وقد بينت الكاميرات وتقارير المراسلين أن قاعات التجمعات التي نشطها كانت حاشدة، كما أن كثيرا من المواطنين يرغبون في منحه صوتهم بهدف التخندق معه مستقبلا في حزبه " الحرية والعدالة " ، كما أن الرجل كان متزنا ومنصفا وهادئا طيلة الحملة التي خاضها، وهو ما يرشحه فعلا لاحتلال المركز الثالث بنسبة 2 بالمئة. وأعتقد أن المرتبة الرابعة سيحصدها موسى تواتي بنسبة تتعدى 1 بالمئة بقليل، ويأتي فوزي رباعين في المرتبة ما قبل الأخيرة بنسبة تتعدى 0.5 بالمئة ببعض الأرقام، أما المرتبة الأخيرة فسوف يحصدها محمد جهيد يونسي عن جدارة واستحقاق بنسبة تقل عن 0.5 بالمئة بقليل. هذه هي بصاعتكم ردت إليكم .. وإلى اللقاء في رئاسيات 2014.