غدا تنطلق رسميا الحملة الإنتخابية لرئاسيات 9 أفريل ، واعتبارا من الغد وعلى مدار 21 يوما، سوف ينزل المترشحون وممثليهم إلى الشعب يطلبون وده .. يقولون له بالحرف : " صوت لصالحنا .. فنحن أحسن لك ولمستقبلك " .. وبدون شك سيختار الشعب من يريد، هذا هو الأصل في الإنتخابات الديمقراطية التعددية. ولأن المترشحين لرئاسيات أفريل ليسوا من نفس القيمة والقامة، فإن قلوبهم ليست كلها متجهة نحو قصر المرادية .. حيث كرسي الرئاسة. بدون أدنى شك فإن الرئيس الجديد لن يكون سوى المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، ليس لأن الإنتخابات مغلقة أو محسومة، كما يشاع، بل لأن حظوظ الرجل أقوى وأوفر، ولا أعتقد شخصيا أن هناك من المترشحين من يحلم فعلا بالفوز بمنصب الرئاسة وينتزع الفوز من مترشح يحظى بتأييد عدة أحزاب فاعلة وعديد الجمعيات والمنظمات من مختلف الشرائح والقطاعات ، ومثقل بحصيلته خلال العهدتين السابقتين .. وبناء عليه فإن بوتفليقة هو وحده يسعى فعلا لانتزاع عهدة جديدة ، لكنه يطمح لكي تكون بنسبة واسعة تفوق نسبة فوزه عام 2004 التي قدرت بنحو 86 بالمئة. أما المترشحون الآخرون ، فلهم أهداف شتى ومتنوعة طبقا لواقع كل مترشح، تعكس هشاشة الطبقة السياسية الجزائرية، وهذه الظاهرة نشهدها لأول مرة في تاريخ الرئاسيات الجزائرية التعددية ، فلم تحدث عام 95 ولا عام 99 ولا في 2004 ، حيث كان المتنافسون جميعهم يسعون للفوز بالرئاسة فعلا. وعلى هذا الأساس يمكن القول أن كل من المترشحين الخمسة يرغب فقط في تسويق صورته وغرسها في أوساط المجتمع، للتموقع في مرحلة ما بعد رئاسيات 2009 . فالسيد علي فوزي رباعين زعيم حزب عهد 54 ، قال بالحرف الواحد أنه الوحيد المنافس لبوتفليقة ، بينما الآخرون مجرد أرانب، وواضح أن تصريحه عبارة عن دعاية وطرائف، ربما يرغب في احتلال المرتبة الثانية بعد بوتفليقة، لكن مع الفارق الكبير ، لأن الواقع السياسي لكل مترشح يشير إلى أن المترشحين الخمسة سوف يتقاسمون نسبة 10 بالمئة من الأصوات المعبر عنها. السيدة لويزة حنون واضحة، فإن هدفها هو تعزيز مكانة الحزب ضمن خريطة الأحزاب الكبرى، والتفكير في مرحلة ما بعد الرئاسيات وتحديدا التشريعيات القادمة، بهدف مضاعفة مقاعد حزبها. وربما ستشارك في الحكومة القادمة ، مستفيدة من أفكار حزبها بخصوص الأزمة المالية الدولية. وربما يسعى موسى تواتي لنفس الهدف ، وهو المنتشي بالنتائج الإيجابية التي حققها في تشريعيات ومحليات 2007. جهيد يونسي يفكر ويحلم في تجميع " شتات النهضة والإصلاح "عسى ولعلى يصبح زعيمهم يوما ما . أما محمد السعيد فقد قال بعظمة لسانه ، أن حظوظه للفوز منعدمة، لكن أهدافه تبدو واضحة، أولها ، صرح بها للصحافة الوطنية ، فهو يرغب في تبرئة ذمته أمام الشعب والتاريخ، فمن خلال أفكاره نفهم أن المقاطعة جريمة سياسية ، لكن في الوقت نفسه فإن محمد السعيد سوف يستغل الحملة الإنتخابية لتسويق نفسه أكثر للرأي العام ولوسائل الإعلام والرأي العام في الخارج، فهدفه الرئيسي يبدو الحصول على اعتماد حزبه الجديد " حزب الحرية والعدالة " الذي أعلن عنه بذكاء عشية إعلان ترشحه للرئاسيات. هذه هي باختصار خريطة الأهداف .. ستة مترشحين بستة أهداف .. رئاسيات واحدة وأهداف متباينة.