اليوم يقول الشعب كلمته ويزكيها الصندوق لاختيار رئيس للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، من بين المترشحين الستة الذين صالوا وجالوا وقطعوا آلاف الكيلومترات واستهلكوا ملايين الكلمات وقدموا الوعود بدون حدود بحثا عن الأصوات »الضالة« التي توصل أشطرهم إلى قصر المرادية، والأشطر في هذا السباق ذي المسافة الطويلة هذه المرة كان معلوما مسبقا، لأن كل الظروف في صالحه سواء من حيث السمعة والشهرة أو الكفاءة في التسيير أو القدرة على التجنيد والتعبئة والتأثير والاستقطاب، فهو المؤهل الوحيد بكل المقاييس، وهذا ليس بمفهوم أن الأمور محسومة كما يراها المعارضون والمنافسون، الذين طغت عليهم روح الأنهزامية والنظرة التشاؤمية، وعليه لا أتوقع منافسة شديدة تبلغ مستوى المنافسات التي عرفتها الانتخابات الرئاسية السابقة في إطار التعددية الحزبية وبالأخص انتخابات 2004 التي بلغت ذروتها سواء في إطار الحملة الإنتخابية الساخنة أو الإقبال على صناديق الاقتراع.. فالمنافسة كانت حقيقية وليست شكلية.. والحقيقة التي لا مفر منها، أن المترشحين الخمسة سوف يتنافسون فيما بينهم على المراتب المتبقية لفرض الوجود في الساحة السياسية و»اختراق« التحالف الرئاسي، ليكونوا شركاء فعليين في العملية السياسية، وفي تشكيلة الحكومة الجديدة. وإذا كانت الإدارة ركزت كل جهودها لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح العملية الانتخابية ، وحث الناخبين على تأدية الحق الانتخابي لتكون نسبة المشاركة قوية لتعزيز الشرعية الدستورية، فإنه ليس بإمكان أحد تحديد نسبة الإقبال بالتدقيق لأن لكل منا نظرته ومعطياته يبني عليها توقعاته.. وفي اعتقادنا فإن نسبة المشاركة ستكون مرتفعة في حدود المعقول مقارنة مع التشريعيات والمحليات السابقة، لأن الإدارة وفرت كل التسهيلات القانونية، وقامت بعملية تحسيسية واسعة مست كل الفئات والجهات، وعالجت النقائص والأسباب التي قللت من الاقبال على صناديق الاقتراع في انتخابات سابقة. ولما كانت، في اعتقادنا، النتيجة معلومة والمرتبة الأولى مضمونة لأحد المترشحين، الذي يعرفه الخاص والعام، فلا مكان ولا كلام على الدور الثاني، كل ما في الأمر أن باقي المترشحين يلعبون على المرتبة الثانية.. و.. و... وإلى اللقاء في موعد آخر عام 2014 مع مرشحين آخرين نتمنى لهم التوفيق إن شاء الله، و»يا من عاش« كما يقول السيد باباسي في رحلته مع التاريخ..!