فند أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، أن تكون الوزارة قد أقدمت على عرقلة منح تأشيرات لرجال الدين المسيحيين لدخول الجزائر، وأكد أن بعض هؤلاء يتحصلون على تأشيرات سياحية ثم يستغلونها لممارسة أعمال مختلفة كالأنشطة التنصيرية، وحذر غلام الله من جهة أخرى أئمة المساجد من التغيب عن العمل، مشددا على ضرورة تواجدهم في المساجد خلال أوقات الصلاة الخمس. أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس، على افتتاح الأيام الدراسية لفائدة الأئمة الأساتذة والمرشدات الدينيات الناجحين في مسابقة التوظيف لدورة 2009، وأوضح في تصريح للصحفيين عقب الافتتاح أن الجزائر لا تهمها الضغوط الخارجية التي تمارس عليها من أجل مراجعة قانون الشعائر الدينية، وأن الكنائس التي تم غلقها هي كنائس لا تملك رخصة قانونية. وفند غلام الله في معرض إجابته المزاعم التي روجت بخصوص إقبال وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على عرقلة تأشيرات بعض رجال الدين المسيحيين الراغبين في زيارة الجزائر، مضيفا أن التأشيرة مفتوحة للجميع وأن وزارة الخارجية هي المسؤولة عن هذه التأشيرات، واستطرد غلام الله قائلا "إن بعض رجال الدين يأتون إلى الجزائر بتأشيرات سياحية، لكنهم يستغلون هذه الزيارة لأداء أعمال معينة منها أنشطة تنصيرية". وفي شأن آخر، أكد وزير الشؤون الدينية أن تصريحات دليل بوبكر مسؤول مسجد باريس التي فند من خلالها ما نقلته المجلة الإسرائيلية على لسانه، كانت بمثابة الرد الكافي على منتقديه، ليشير لدى إجابته على سؤال يتعلق بالحج، بأن الوفد الذي يؤجر إقامات الحجاج قد حل أول أمس بالمملكة العربية السعودية لأداء هذه المهمة، معربا عن أمله في أن يتم تخفيض تأجير هذه الإقامات. وخلال الكلمة التي ألقاها لدى الافتتاح، حذر غلام الله أئمة المساجد من الغرور الذي أصاب بعض الذين اعتقدوا أنهم بلغوا من العلم ما جعلهم يكتفون بإلقاء درس واحد في الأسبوع، مشيرا إلى أن ذلك يدل على عدم إدراكهم وفهمهم لوظيفتهم ومهمتهم، مؤكدا أنه "لم يعد هناك اليوم إمام خطيب يكتفي بخطبة ودرس الجمعة، بل أصبح لدينا إمام أستاذ وإمام مدرس، وكلاهما يقوم بدوره يوميا في المسجد". وبعد تأكيده بأن الوزارة تعمل على مقاومة ظاهرة تغيب الأئمة عن المساجد، أشار غلام الله إلى أن هذه الظاهرة عرفت تراجعا كبيرا مقارنة بما كان عليه في السابق، مشيرا إلى أن حالات شغل أشخاص لا ينتمون لسلك الأئمة للمساكن المخصصة أصلا للأئمة، قد شهدت تراجعا، حيث أنها أصبحت تعد على الأصابع، ولدى إبرازه علاقة المسجد بقضايا المجتمع أشار الوزير إلى أن الحديث خلال الجمعة المقبلة سينصب حول إبراز أهمية العمل والكسب الحلال ونبذ كل أسباب الرشوة ومظاهرها. تجدر الإشارة إلى أن عدد المستفيدين من الدورة التكوينية يبلغ 122 بين إمام ومرشدة دينية، يتمتعون بنفس المستوى العلمي والمكانة الوظيفية، وأوضح غلام الله أن أزيد من 300 إطار تخرجوا من مختلف المعاهد هذه السنة، مشيرا إلى أن ما يقارب 200 منصب سيتم تحريرها السنة الجارية.