كل شئ مقصود، لا يأتي مصادفة في عالم كوني مفتوح، على تقبل العدوى دون استئذان، ودون تحسب لمخاطر تقبلها، وعدوى أنفلونزا الخنازير التي تحمل مقاصدها، جاءت فايروسا اعد خصيصا في مختبر صناعة الفيروسات الخبيثة المنتصب في محميات معزولة عن آليات الحركة البشرية اليومية في مكان أمريكي خفي شهد من قبل إحياء فيروسات الهربس "المرض الجنسي" الذي لم يعمر طويلا بعد الزوبعة التي أثارها في منتصف الثمانينات، والسيدا وجنون البقر و"انفلونزا الطيور". فالمختبرات الأمريكية، التي يعيش علمائها هوس الابتكارات الشيطانية تطبيقا لغايات إستراتيجية غير معلنة، أضحت مركزا رئيسيا لإنتاج فيروسات إثارة العواصف التي تتحكم باتجاهات الرأي العام العالمي، وتنسيه الكوارث السياسية الكبرى وتضعه في دهاليز الخوف من المجهول. ومع كل عاصفة جديدة نستذكر مختبرات صناعة القرار السياسي التي لا تفتح أبوابها الموصدة لأي كان، فهي المكان السري الذي لا يكشف عن محتواه، وتجارب اختباراته الأكبر من مدارك عقل إنساني طبيعي. اجتهادات وآراء وأفكار تثار فتتشكل في أنبوبة اختبار، لتؤلف رؤية إستشرافية بغض النظر عن مضامينها، تكون قانونا مفصلا لعصر جديد، كذلك يفعل المنظرون قبل الإعلان عن فيروس قاتل جديد. وتعتمد مختبرات صناعة القرار السياسي على أفكار نظرية ابتدعها أصحابها قد تكون شطحات فكرية أو أحلاما شيطانية توقظ العقل النازع نحو فرض هيمنته.. قد تصب في مركز اتخاذ القرار مباشرة.. وقد يصب بعضها الآخر فيما يسمى ب "مركز إثارة العواصف". العاصفة حدث لقانون طبيعي، إثارتها اختبار لما تتمخض عنه من نتائج ينتظرها السياسيون الراغبون في مساحات أوسع من الحرية لإنشاء الأرضية المناسبة لتنفيذ القرار المتصف بصفة الاستشراف "المستقبلي". و"مركز إثارة العواصف" معني هذه المرة بالكشف عما يدور داخل العقل الأمريكي من رؤى وخيالات تقترب من الواقع لتجسيد معنى الحضور الأمريكي في كوكب الأرض وكيفية تصور أمريكا لنفسها في مدار ما يجري في عالم اليوم، فصناع القرار العاكفون في مواقعهم المختبرية يتطلعون لوضع استراتيجي كوني للولايات المتحدةالأمريكية.. ينطلق دائما من فكرة "إثارة العواصف" طلع علينا"فرنسيس فوكوياما" المفكر الياباني الأصل الأمريكي الجنسية بعاصفة" نهاية التاريخ" قبل "عاصفة "نهاية البشر".. واكتسحتنا عواصف هنري كيسنجر وقيدتنا رؤى برجينسكي الذين فتحت أمامهما "مركز إثارة العواصف" وهم يتحملون القسط الأوفر من بناء الإستراتيجية الكونية الأمريكية القائمة على صناعة فيروسات قاتلة للجنس البشري.