في ختام دورة القدس للمهرجان الوطني للمسرح المحترف التقينا الميدع امحمد بن قطاف للحديث عن تقييم الطبعة وما أثمرته من نقاشلت جادة حول حصضور القضية الفلسطينية في المسرح العربي ***ماذا تقول في ختام الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف ؟ - رغم بعض النقائص الشكلية اعتقد أن هذه الدورة تمكنت من تحقيق العديد من أهدافها فهي تمكنت أولا من تحقيق الفرجة عبر مختلف العروض سواء منها التي شاركت داخل المنافسة والتي خارجها من حيث المستوى فمنها ما كان جيدا وآخر متوسط وأعمال أخرى بدت غير ناضجة، وكذا العروض العربية وعروض خارج المنافسة التي شكلت فضاء آخر لإرواء عطش عشاق الفن الرابع. المهرجان قدم فكرا أيضا من خلال الملتقى الذي طرح قضيتان رئيسيتان: "القضية الفلسطينية في المسرح العربي" وكذا "المسرح والالتزام" وهما عنوانان إذا صدق فيهما البحث والعمل فسيعيدان المسرح العربي إلى مساره . جانب آخر حققته الدورة وهو التكوين عبر مختلف الورشات التي فتحها سواء في مجال النقد أو الإخراج أو الأداء أو السينوغرافيا و....و الموجه بالدرجة الأولى للشباب. الشيء الذي يثلج القلوب أكثر هو الجمهور الذي تهافت على القاعات، هذا ليس كلاما من فراغ وإنما أرقام وإحصائيات وحقيقة اقرها حتى ضيوف المهرجان من الأشقاء العرب والحضور والصحافة ...المهرجان أعاد المسرح للناس وأعاد الناس للمسرح، جعله موضوع نقاش بينهم ** الدورة الرابعة حملت شعار القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية إلى أي مدى تحققت هذه القيمة ؟ -- كل ما يكتب وما يقدم على خشبات المسرح وشاشات السينمائية حول فلسطين هو نوع من المقاومة، صحيح أننا لا نحمل السلاح ولا نقاتل العدو لكننا نقول له أننا مازلنا أحياء وما زلنا نطالب بحقنا الأبدي في فلسطين التي هي جزء منا، ومن روحنا . كل العواصم العربية اتحدت لمدة سنة بتكون "القدس"،أنا اعتقد أن هذا مهم شريطة أن تقوم بذلك كل الدول العربية على أحسن وجه وذلك من خلال مجالات الإبداع المختلفة وكذا في وسائل الإعلام ... أما بالنسبة للمهرجان فمادمنا التقينا حول الموضوع الأساسي الذي نظمت فعاليات المهرجان حوله وفي صميمه والتقت كل الإبداعات والافكار والرجال والنساء حوله لترفع راية القدس عالية،بذكاء وتأني ، ورقي ... هذا يعني أننا التزمنا بما قلناه العام الماضي عندما أعطينا موعد مع فلسطين لفلسطين، ومع كل الذين يكافحون بأقلامهم وجمالياتهم من اجل أن تبقى فلسطين عاصمة أبدية للثقافة لكن هل لدينا الحق اليوم أن نركز على الأرقام أم لابد أن نرتفع لمستوى القضية وان تكون همنا الأول والآخر وذلك بدون انفعال ولا صراخ ولا بكاء حتى نجعل من فلسطين قضية الجمال والحوار والحب . ** ملتقى "المسرح العربي والقضية الفلسطينية" خرج بمجموعة من التوصيات االفاعلة، هل ستتجسد ميدانيا ؟ --التزمت الجزائر كما وعدت بكل ما إلتزمت به سياسيا واقتصاديا وحتى شعبيا،وبما أن المسرح هو جزء لا يتجزأ من هذا الشعب وهذا المجتمع فسنسعى كمثقفين وفاعلين في هذا الحقل أن نلتزم ما وعدنا به، ونتوصل إلى أقصى حد ممكن من القرارات الفنية وثقافية الشجاعة التي تخدم فلسطين وإذا خدمت فلسطين فهذا يعني أنها ستخدم شرفنا وكرامتنا. ** ماهي إستراتجيتكم للحفاظ على هذا المستوى وهذه الروح من دورة بعد أخرى ؟ منذ دورة العودة في 2006 سعى المهرجان إلى التأسيس لحركية مسرحية ونفخ الروح من جديد على الحشبة، ليس فقط في المدن الكبرى حيث الكثافة السكانية العالية، بل حتى في أقصى الجنوب الجزائري، اليوم هناك شيء اسمه مسرح الجنوب، هناك مسرح جهوي في تمنراست في تيندوف هناك عروض تقدم عبر مختلف ولايات الوطن. كما أن المهرجان يقوم على شرط أساسي مفاده أن العروض المشاركة في المهرجان لايجب أن يتجاوز فترة إنتاجها 12 شهر، أي في كل سنة لدينا أعمال مسرحية جديدة، ووصبنا اليوم إلى أكثر من 40 عملا جديد يضاف إلى ريبرتوار المسرح الجزائري، هذا بالإضافة إلى الطاقات الشبانية الكبيرة التي ظهرت في مختلف مجالات الإبداع المرتبطة بالمسرح كالإخراج ، السينوغرافية، التمثيل ...،همنا الوحيد أن يبقى المسرح حيا وخشبته مضاءة وهذا يتطلب عملا عميقا من خلال التكوين، العمل والإنتاج... ويبقى المهرجان في الحقيقة حلقة من بين العديد من الحلاقات الأخرى (مهرجانات وأيام مسرحية وملتقيات وعكاظية...وغيرها) من التظاهرات الثقافية التي خلقتها وزارة الثقافة لإعادة الوجه الثقافي للجزائر. لكن يبقى رهاننا الوحيد هو لان هدفنا الوحيد هو تحقيق المودة والحب بين الأشقاء وبين أبناء وبنات هذا الفن الراقي والسعي أيضا لتوظيف كل الكفاءات لتلتفي من جديد بإمكانيات فنية راقية يحتقي بها الجمهور لان بدونه لانستطيع أن نتسلق جبال المحبة والتواصل. *** ماذا عن تعاونكم مع المهرجان الدولي للمسرح المحترف ؟ -- مهما تعددت المهرجانات والتظاهرات المسرحية فهذا لن يكون إلا ثراء للمسرح وللفن وللجزائر .المهرجانات المسرحية سواء كانت جهوية وطنية مغاربية أو دولية فهي تخدم بالدرجة الأولى الحدث الثقافي الحركية والفنية والمسرحية في هذا الوطن. كما أن كل تلك التظاهرات يجب أن تتكامل فيما بينها وتتعاون وتستفيد من بعضها البعض، لأجل هدف واحد وهو إرضاء الجمهور