تسعى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لاسترداد ما فقدته من مستلزمات قوة تجعلها فاعلة في ساحة القومي التاريخي كما كانت في زمن الراحل الشيخ ياسين .. ولم تعد طرفا مؤثرا في بناء دولة فلسطينية ينتظر قيامها تطبيقا لمبادئ الاستحقاق التاريخي المشروع للشعب الفلسطيني ،عندما انجرت وراء لعبة الصراعات الإقليمية و ارتضت أن تكون أداة من أدواتها القادرة على استغلال قضية الصراع العربي –الإسرائيلي لتكون غطاء في اقتسام خارطة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط و"حماس" أوغلت في لعبة الصراعات الإقليمية .. عندما اقتطعت قطاع غزة من امتداده السياسي الفلسطيني بحجة الدفاع عن النفس وحولته إلى مساحة جغرافية خاضعة لمساومات المصالح الإقليمية الباحثة عن عمق لحضورها في قلب العالم العربي.. واقتربت بعزل غزة من تفاصيل الإستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى تشتيت وحدة التراب الفلسطيني .. وتنفيذا لمبادئ اللعبة الإقليمية حولت حماس سكان غزة إلى رهينة خاضعة بمستقبلها و أمنها إلى شروط حاضنتها الإقليمية ، المتورطة في صراعات لا مبرر لها في مناطق العالم العربي و أخذت من حل حكومة "إسماعيل هنية" ذريعة لبث الفوضى و إقامة إمارة لا تمتلك شروط وجودها ... ولا جدوى من الاتهامات التي تجددها "حماس" ضد سلطة الحكم الذاتي المتمسكة باستخدام ما لديها من شرعيات دستورية في إدارة شؤون سلطة الحكم الذاتي .. وهي على علم بمفاوضات سرية يجريها قادة "حماس" مع إسرائيل عبر وسطاء من اجل كسب ضمانات للبقاء مقابل تنازلات لا تتجرأ "حماس" على إعلانها . ر وبلوغ الحوار الفلسطيني المتعثر بعراقيل زرعتها حاضنات الأطراف المتصارعة على سلطة لا وجود لها مصداقيته هو رغبة وطنية لاحتواء الفوضى التي تعم الشارع الفلسطيني ومحاصرة جرائم الإرهاب السياسي المتنامية في ظل الانفلات الأمني.. وتظل"حماس- هنية" عاجزة عن احتواء ما يمكن احتوائه من غضب شعبي عارم يحتد مع غياب المستلزمات المعيشية...وصراع الموت الدائريين "حماس" وأجهزة الآمن الفلسطيني يعد أفضع أشكال الفوضى التي تجسد سلوكا لا ينتمي إلى أخلاقيات ثوار يخوضون افتراضا معارك التحرير . خطاب "حماس" الراهن لا جدوى منه.. و إطلاق موجة الاتهامات ضد هذا وذاك لا يخفي حقيقة مفاوضات محرمة في أدبيات عملها السياسي تجريها "حماس" خلف ستار عازل عبر الوسيط القطري المتواصل مع الرئيس المقال إسماعيل هنية ورموز أخرى.. والمطلوب شعبيا وسياسيا الآن هو معالجة الوضع الاقتصادي المتأزم بانفجارات أمنية وسياسية و عزل غزة لا يؤدي إلى ضبط الشارع الفلسطيني وتوفير مستلزمات المعيشة ..ولم يعد أمام "حماس" غير التخلي عن مواقعها الانفصالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حق الشعب الفلسطيني في الحياة .