[email protected] كشفت التجربة الإنتخابية في إيران عن ممارسة ديمقراطية لدى الفرس، وصفها المراجع بأنها " ترسيخ للنظام الإسلامي " أو " للثورة الإسلامية ". وقد تميزت التجربة الإنتخابية في الرئاسيات الإيرانية، بمشاركة شعبية واسعة، ترجع في تقديري لثلاثة عوامل هامة، أولها أن سن المشاركة في الإنتخابات يبدأ من السن ال 16 ، مما شجع شريحة الشباب على الشعور ب" المواطنة " من خلال المشاركة في تقرير المصير. ويرجع العامل الثاني إلى كون الإنتخابات ، كانت لها رهانات بالنسبة للمجتمع الفارسي، مما رفع نسبة المشاركة إلى أكثر من 65 بالمئة. وذلك من خلال اتضاح " الفواصل " السياسية بين المتنافسين على منصب الرئاسة. أما العامل الثالث فهو العامل الخارجي، حيث بدأ الإيرانيون يشعرون بخطر ضربة أجنبية بسبب الملف النووي، مما جعلهم يلجأون إلى منح شرعية شعبية واسعة للرئيس من خلال الإقدام بكثافة على صناديق الإقتراع. نفس العامل يكون قد عمل لصالح الفائز بالرئاسيات أحمدي نجاد ، باعتباره متمسك أيما تمسك بأحقية إيران في امتلاك السلاح النووي، حتى لو كان يلطف هذا التمسك بإضافة عبارة " للأغراض السلمية " . وكلما تطرف الغرب أكثر في التعامل مع الملف النووي الإيراني، تطرف الناخب الإيراني أكثر في التوجه نحو الرجل المتمسك بمواجهة الغرب. وربما هذا ما يفسر فوز نجاد بضعف الأصوات التي حصل عليها منافسه، فموسوي تحصل على نحو 12 مليون صوت، بينما حاز نجاد على نحو 25 مليون صوت. أي بنسبة 65 بالمئة من الأصوات. واضح الآن، أن أحمدي نجاد معزز بشعبية لا نظير لها، ولا يمكن الطعن فيها في الدول الغربية، لقد ولدت من خلالها ديمقراطية فارسية ، أو ديمقراطية إيرانية أو ليسمها من شاء ديمقراطية " شيعية " فليس مهما، المهم أن إيران تمأسست كدولة تكون قد حلت مشكلة " السلطة " وطرق الوصول إليها والإبتعاد عنها، حتى لو كان المترشحون والفائزين في إطار النظام القائم. فهنيئا لنجاد .. وإيران أيضا.