أظهر تحقيق أجرته الأمانة الولائية لشرق ولاية الجزائر للنقابة الوطنية لعمال التربية حول الأوضاع المهنية لعمال التربية بمنطقة الجزائر، أن موظفي قطاع التربية يولون اهتماما كبيرا للجانب المادي أكثر منه إلى المهني، حيث أرجعت النقابة هذه الوضعية إلى جهل الموظفين، لا سيما منهم المعلمين والأساتذة بالقوانين المسيرة للقطاع واحتكار المعلومة الخاصة به، وكذا انعدام الإعلام والتكوين المستديم إلى جانب غياب ثقافة الحوار والتشاور في الوسط التربوي. أوضح الأمين الولائي لنقابة عمال التربية بولاية الجزائر أحمد بوترعة في ندوة صحفية أعلن فيها عن نتائج التحقيق الذي أجري مؤخرا، أن الاستجابة لهذا التحقيق كانت غير متوقعة حيث استرجعت النقابة 7425 نسخة من جملة 8 آلاف نسخة كانت قد وزعت على عمال المنطقة الشرقية من ولاية الجزائر والبالغ عددهم 14 ألف موظف، بحيث أظهرت نتائج التحقيق الذي أجري في ماي المنصرم عزوف عمال التربية عن الاهتمام بالجانب المهني مما فسرته النقابة الوطنية لعمال التربية بكثرة موجة احتجاجات هؤلاء العمال في السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق كشف بوترعة أن النسبة الغالبة من موظفي قطاع التربية والمقدرة بحوالي 90 بالمائة، لم تطلع على القانون التوجيهي لقطاع التربية الوطنية لأسباب معينة، علاوة على انعدام الإعلام بين أوساط عمال القطاع الذين يستقون معظمهم الأخبار المهنية والتي هي بالغة الأهمية في مستقبلهم المهني من الجرائد على العموم، مشيرا في سياق متصل إلى قضية التكوين المكتسب التي قال عنها بأنها لا تتماشى وطموحات سياسة الإصلاح التربوي، إضافة إلى كونها غير جدية بسبب اقتصاره على موظفي التعليم دون سواهم من موظفي الإدارة وغياب الجدية أثناء التكوين وفي الامتحانات والتقييم، ومن جهة أخرى أبانت نتائج الاستبيان في نفس الوقت عن تفشي ظاهرة اللأمن عبر كل مؤسسات شرق الجزائر العاصمة، بانتشار شتى أنواع الاعتداءات والتجاوزات المختلفة. كما أظهرت نتائج التحقيق في محورها الرابع والتي مست قطاع الصحة والوقاية في عدم وجود التعاقد مع طب العمل في معظم مؤسسات التعليم في شرق العاصمة مع انعدام ظروف الوقاية والصحة في كثير من المؤسسات التربوية خاصة في بعض البلديات كبراقي، بوروبة، برج الكيفان والحراش..، أما بخصوص محور علاقات العمل داخل الوسط التربوي فقد ذكر نفس المتحدث بأن التحقيق قد أكد على أن الإدارة لا توفر الجو المناسب للعمل إطلاقا في شرق الجزائر بسبب بعض السلوكات السلبية التي تمارس على العمال كالضغوطات، المساومات، الاستفزاز، التحرش، المحاباة، والتعسف في استعمال السلطة..، هذا ولاحظت النقابة من جهة أخرى الموقف السلبي لنقابة مستقلة حيال الاستبيان الذي وزع على عمال التربية وما صدر أيضا عن بعض مدراء المؤسسات بحجة عدم مرور الاستبيان على مفتش المقاطعة. وفي رده على سؤال يتعلق بطبيعة الموقف الذي ستتخذه النقابة إزاء سلبية هذا التحقيق والإجراءات التي من المنتظر اتخاذها أكد بوترعة أن لائحة مطالب سيتم رفعها للجهة الوصية على أساس نتائج الاستبيان، مؤكدا أن النقابة تسعى إلى تعزيز التواصل مع عمال القطاع والكشف عن معاناتهم المهنية بعيدا عن كل المزايدات والمساومات. للإشارة تسعى النقابة -حسب أمينها الولائي للجزائر العاصمة أحمد بوترعة-من خلال هذا التحقيق إلى كشف النقائص المنتشرة في الوسط المهني مما يسمح بإعداد قاعدة عمل للفعل النقابي بغرض تحقيق مضمون المادة 37 من الأمر 06/03 المتضمن القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية، حيث تقر هذه المادة بأحقية موظف قطاع التربية والتعليم في ممارسة مهامه في ظروف عمل تضمن له الكرامة والصحة والسلامة البدنية والمعنوية.