يقوم عبد الكريم غريب سفير الجزائر بمالي بدور الوساطة لحل الأزمة القائمة بين حكومة مالي والمتمردين التوارق، حيث استقبل رئيس مالي أمادو توماني توري السفير الجزائري من أجل تحريك عملية السلام وتطبيق اتفاق الجزائر المبرم سنة 2006، كما اتصل غريب بزعيم المتمردين التوارق إبراهيم أغ باهنغا والذي دعاه إلى وقف استخدام الأسلحة. وقد ذكرت مصادر مؤكدة أن الرئيس المالي التقى أمس بالسفير الجزائري عبد الكريم غريب للقيام بدور الوساطة فيما تعرف بالأزمة القائمة بين حكومة مالي والمتمردين التوارق وتحريك عملية السلام، حيث جرت المباحثات في ظروف جيدة كما أكد الرئيس المالي مجددا على ضرورة أن يطبق الجميع اتفاق الجزائر المبرم في 2006. كما أعلن مصدر مقرب من زعيم المتمردين إبراهيم أغ بهانغا أنه أجرى اتصالا هاتفيا مطولا خلال الأسبوع الجاري مع السفير الجزائري، ويأتي استئناف الوساطة الجزائرية في حين يتدهور الوضع بشكل خطير في شمال مالي حيث أسفرت اشتباكات بين الجيش ومتمردين طوارق عن سقوط 32 قتيلا نهاية الأسبوع الفارط، وتعد أكبر حصيلة تسجل منذ سنوات في تلك المنطقة الواقعة على الحدود مع الجزائر والتي تشهد تهريب كل المواد وتواجه فيها باماكو صعوبات لبسط نفوذها. وشدد غريب في دعوته التي وجهها إلى بهانغا على أن "يكفوا عن استخدام الأسلحة"، حيث أكد باهنغا قائلا "إننا جميعا في اتفاق الجزائر ونريد أن يبقى الجميع في ذلك الاتفاق"، كما أضاف المصدر "أوضحنا للوسيط أننا التحقنا بأشقائنا في التحالف في هجوم أبايبارا للثأر لمقتل رفيقنا بركة"، حيث عثر على جثة هذا الأخير في 11 أفريل المنقضي قرب كيدال. ووقعت تلك الحركة على اتفاق الجزائر في جويلية 2006 لكن العديد من أعضائها انضموا إلى صفوف المتمردين بعد اغتيال الضابط من التوارق، حيث أكد مصدر مقرب من باهنغا عن استعدادهم للتفاوض تحت رعاية الجزائر، في وقت كانت قد علقت وساطة الجزائر بعد انتقادات الصحافة المالية لكن أعيد تحريكها بداية الأسبوع الجاري.