نفى الرئيس المالي أمادو توماني توري وجود نية لدى الحكومة المالية لتجاوز اتفاق الجزائر أو إدارة الظهر للوساطة الجزائرية في تسوية النزاع مع المتمردين التوارق في شمال مالي، مؤكدا أن الجزائر هي الراعي الوحيد لاتفاق السلام، كما حرص توري على توضيح دور ليبيا الذي شدد على أنه يقتصر على الجانب الإنساني فقط، مستبعدا ما تم تداوله مؤخرا بخصوص طرح ليبيا كبديل عن الجزائر في خط المفاوضات لإحلال السلام في شمال مالي. أشاد الرئيس المالي بدور الجزائر الرائد في جهود الوساطة لإحلال السلام وتسوية النزاع في منطقة كيدال بين الحكومة المالية والمتمردين التوارق، وحرص الرئيس توري خلال استضافته في حصة "لقاء خاص" لقناة الجزيرة الفضائية وفي رده على سؤال يتعلق بدور ليبيا والجزائر في إحلال السلام في شمال مالي على القول بأن أي مفاوضات للسلام بين باماكو والمتمردين التوارق لن تتم دون دور جزائري بارز. وأوضح أمادو توري "أن الجزائر كانت دائما الوسيط الأول والأخير في مثل هذه المفاوضات لا سيما وأن مسألة التوارق من الملفات التي تحاول الجزائر منذ سنوات معالجتها بكثير من الحزم والحكمة والانضباط"، ومن باب تأكيد موقف باماكو المتمسك بدور الجزائر كراعي وحيد لدفع جهود الوساطة مع المتمردين الطوارق، أوضح الرئيس المالي أن "دور ليبيا يقتصر فقط على الجوانب الإنسانية"، وتابع أمادو توري بالقول "الجزائر هي التي قادت جميع المفاوضات بين حكومة باماكو وتمرد الشمال منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي إلى اتفاقات الجزائر لسنة 2006 وهي اللاعب الرئيسي في الساحل الإفريقي بشهادة جميع العواصم لدول الجوار". وتأتي تصريحات الرئيس المالي وحرصه على تأكيد دور الجزائر في حل النزاع في الشمال، بعد حوالي شهرين من توجيه الجزائر رسالة إلى حكومة باماكو عن طريق سفيرها في مالي عبد الكريم غريب أشعرتها فيها بقرار الجزائر تجميد مساعي الوساطة ومتابعة تنفيذ اتفاق الجزائر الموقع بين طرفي النزاع، كما أبلغ غريب خلال لقائه الرئيس المالي ووزير خارجيته، تمسك الجزائر بشرطين مسبقين اللذان وضعتهما قبل المفاوضات وهما "أن تكون الجزائر هي الطرف الوحيد في الوساطة، وأن يوافق طرفا الصراع على ذلك بدعوة رسمية للتدخل تتلقاها من كل منهما". وجاء موقف الجزائر عقب استيائها من لجوء باماكو وقيادة المتمردين التوارق إلى عقد اتفاق إضافي في العاصمة الليبية طرابلس في ماي الفارط، حيث لم يتم إعلامها بتفاصيله إلا في اللحظة الأخيرة وهو ما اعتبرته "تصرفا تنقصه اللياقة". أما بخصوص الملف المني ومكافحة الإرهاب في دول الساحل، أشاد الرئيس المالي بدور نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لإحلال الأمن في المنطقة، وقال أمادو توري أن رئيس الجمهورية لعب على الدوام دورا بارزا من أجل إقرار السلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء، مؤكدا أن الجهود المبذولة بين البلدين خاصة فيما يتعلق بقضية أمن الحدود تأتى في إطار تعاون حقيقي ومستمر.