اعتقلت السلطات الإيرانية ثمانية موظفين إيرانيين في السفارة البريطانية بطهران في وقت استمرت فيه أزمة التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية من قبل المرشحين الخاسرين. وأوضحت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن الثمانية الذين اعتقلوا مشتبه في تورطهم في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد عقب الانتخابات التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقالت الوكالة "تم احتجاز ثمانية موظفين محليين في السفارة البريطانية قاموا بدور كبير في الاضطرابات الأخيرة. هذه المجموعة قامت بدور فعال في إثارة الاضطرابات الأخيرة". وردا على ذلك اعتبرت بريطانيا أن اعتقال موظفين بسفارتها بطهران "مضايقات وترهيب". وطالب وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليبند في تصريح له من كورفو باليونان بالإفراج الفوري عن المعتقلين. وتتهم إيران قوى غربية وعلى وجه الخصوص بريطانيا والولايات المتحدة بالتحريض على احتجاجات الشوارع وأعمال العنف التي هزت البلاد بعد انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها والتي أجريت في 12 جوان المنصرم. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يوم الثلاثاء الماضي إن بريطانيا ستطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين بعد أن أجبرت إيران اثنين من دبلوماسييها على مغادرة البلاد. ومن ناحية ثانية، طالب المرشح الخاسر في الانتخابات مهدي كروبي بلجنة مستقلة لتقييم نتائج الانتخابات وذلك بعد يوم من رفض المرشح الخاسر الآخر مير حسين موسوي اقتراح السلطات بإعادة فرز جزئي للأصوات، مطالبا بإلغاء الانتخابات برمتها. وكان موسوي قد أعلن أيضا رفض العرض وطالب بإعادة فرز كل الأصوات. وقال في بيان على موقعه الإلكتروني إن المخالفات التي وقعت في الانتخابات كانت أكبر كثيرا من كونها محدودة بنسبة 10% من الأصوات، وأكد أن مراجعة هذه الصناديق فقط لن تساعد في استعادة ثقة الشعب في نتائج الانتخابات. وأضاف أن الحل الوحيد هو إلغاء الانتخابات وإجراء أخرى جديدة. وأكد أن بعض أفراد اللجنة الخاصة لمراجعة نتائج الانتخابات إضافة إلى 12 عضوا بمجلس صيانة الدستور لم يكونوا حياديين في الانتخابات. وأوضح أن النزاع يجب أن تكلف به لجنة مستقلة يوافق عليها كبار علماء الدين والمرشحون الرئاسيون. وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني حض الغرب على احترام ما سماه "الحياة الديمقراطية" في بلاده، مشيرا إلى أن إيران ليست العراق أو أفغانستان. وقال لاريجاني في تصريح للصحفيين في أعقاب وصوله إلى الجزائر مساء السبت في زيارة تستغرق أربعة أيام إن "الحياة الديمقراطية في إيرانوالجزائر متشابهة، وهي مندمجة مع الثقافة الإسلامية، وهو اتجاه قيم لكلا البلدين". وأضاف "يتعين على الغرب أن يحترم هذه القواسم الموجودة بين البلدين وبين الدول الإسلامية عامة". وأكد لاريجاني أن رؤية بلاده بشأن القضايا التي تجري في المنطقة "مختلفة عن موقف مجموعة الثماني"، وأضاف "ممكن أن تكون العراق وأفغانستان للغرب لقمة دسمة لكن لإيران الأمر يختلف". ودعا لاريجاني إلى أن "يكون تقرير مصير هذين البلدين بيد شعبيهما".