ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ريتشارداكر، أمس أن سلطات بلده تابعت الانتخابات الرئاسية الجزائرية ليوم الخميس المنصرم عن كثب، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكيةسعيدة بالتعاون مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعتزم بداية ولايته الثالثة، مبدية في نفس الوقت قلقها من الشكاوى التي تحدثت عن التجاوزات ووقوع عمليات التزوير، قدمتها بعض أطراف المعارضة• وعبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن قلق المسؤولين الأمريكيين من الشكاوى التي تقدمت بها الأحزاب المعارضة، وأضاف قائلا ''نحن قلقون من الشكاوى التي نأمل أن ترد عليها الحكومة الجزائرية• وهو موقف اعتبر تدخلا في الشأن الداخلي، خاصة وأن الجزائر لم تطلب من واشنطن إرسال ملاحظين عنها، شأنها شأن الهيئات الأممية والإقليمية• وأوضح مسؤول الخارجية الأمريكية خلال لقاء صحفي بواشنطن عقب الإعلان الرسمي عن نتائج الرئاسيات، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد التعاون مع الرئيس الجزائري الفائز عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيواصل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والمصالحة التي بدأها خلال ولايتيه السابقتين، وقال في تصريحه ''علمنا بأن هناك شكاوى من طرف الشخصيات المشاركة ومقاطعة بعض الأحزاب المعارضة لهذه الانتخابات، لكن سنتعاون مع الحكومة الجزائرية لحل هذه المشكلة''• وأضاف ''في الوقت الراهن لا نرى أي سبب يدفعنا للظن بأننا لن نواصل التعاون مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال ولايته المقبلة''• وهو ما اعتبره المحللون تزكية للرئيس من جهة، وتلميحا بشرعية الانتخابات التي تم تنظيمها والرضا الذي يبديه مسؤولو البيت الأبيض، رغم اعترافهم الضمني بالشكاوى المقدمة من مختلف الأطراف السياسية، المشاركة منها والمقاطعة• وأوضح متابعون لرئاسيات 9 أفريل أن ما يهم البيت الأبيض في الجزائر هو الإصلاحات الاقتصادية، بعيدا عن كل ما يحول دون بلوغ أهدافها، التي عبر عنها مسؤول الخارجية ''ريتشارداكر''، وأن الأزمة الاقتصادية العالمية التي تهز أركان العالم، وخاصة الدول الصناعية، ومدى التخوفات التي تبديها من الانعكاسات السلبية على شعوبها، جعلت البيت الأبيض في هذه المرحلة لا يهتم إلا بمصالحها الاقتصادية ومحاولة استرجاع مكانتها في العالم، والجزائر خصوصا، على اعتبار عدة معطيات، يقول المختصون أنها اقتصادية محضة بعد الانتكاسات التي دحرجتها إلى الوراء• ويضيف المتتبعون أن الرد الأمريكي على الانتخابات الرئاسية الجزائرية ليوم الخميس الماضي يوحي بالتغيير الكبير الذي أصبح يطبع تعامل السياسة الخارجية الأمريكيةالجديدة بقيادة ''باراك أوباما''•