أبدى الرئيس الفائز بأغلبية أصوات الناخبين، ممثلة في 24,90 بالمائة، محققا بذلك زيادة نسبية مقارنة برئاسيات 1999 و,2004 أبدى استعداده لمواصلة مشوار الإنجازات• ومن النقاط المحورية التي تطرق إليها الرئيس، تعميق مسعى المصالحة الوطنية لحقن الدماء نهائيا ولمّ الشمل واستعادة الأمن والاستقرار بشكل أحسن مما هو عليه الآن• وفي تقدير الرئيس، فإن هذا الهدف ليس ببعيد المنال، بحكم التجربة التي أظهرت الالتفاف حول مشروع قانون الوئام المدني في العهدة الأولى ونجحت في إخراج مشروع السلم والمصالحة الوطنية من رحم الأزمة في العهدة الثانية، فزكته بقوة• وتعهد بوتفليقة بتحسين الظروف المعيشية على الصعيد الإجتماعي، مضيفا ''إلى جانب جهود التضامن الوطني تجاه الفئات الضعيفة، سيبقى السكن وتوفير المياه وشبكات الصرف والطاقة والهياكل الصحية في صلب برامج استثمار هامة''• وألح الرئيس على تشديد الصرامة في التسيير والمتابعة وتطوير روح المبادرة والنظرة الاستشرافية، لأنها ''الشروط الضرورية'' للتقدم، مؤكدا أنه في سبيل ذلك سيتم الإسراع في إصلاح هياكل الدولة ومهامها، مع توخي توزيع جديد للسلطات العمومية، قوامه المزيد من اللامركزية على وجه الخصوص• وفي الجانب الإقتصادي، لاحظ رئيس الجمهورية أن الظروف ''باتت مواتية'' لمباشرة حركة واسعة لتنويع النسيج الإقتصادي للبلاد وتكثيفه، مشددا على أن الدولة ستسعى بكل طاقاتها إلى دعمه بإنعاش الاستثمار في فروع الإقتصاد العمومي وبالسعي إلى كسر بقايا العراقيل التي قد تكبح المبادرة الخاصة وبالتشجيع الجبائي للنشاطات التي تدر قيمة مضافة كبيرة وتلك التي ترتكز على الإبداع والتجديد• وثمّن بوتفليقة الإصلاح الذي مس المنظومة التربوية، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة في قطاع التعليم العالي ستتواصل، خاصة وأنه سيتم خلق مليوني مقعد بيداغوجي جديد• وجدد التعهد الذي أطلقه خلال الحملة الانتخابية، المتعلق بخلق ثلاثة ملايين منصب شغل في العهدة الحالية الممتدة على مدى خمس سنوات، وقال إنه سيسهر على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي من خلال تسخير جميع الوسائل العمومية من أجل ذلك• وعلى صعيد آخر، هدد بوتفليقة بشن حملة شرسة على الرشوة والمحاباة والفساد لما لديها من آثار سلبية على المجتمع• وكان خلال الحملة الانتخابية قد صنف تلك الآفات في خانة الدعائم الأساسية لتمويل الجماعات الإرهابية وإسنادها• وفي ميدان الإعلام، شدد على أن لأجهزة الإعلام ''دورا هاما'' تضطلع به في هذه المحاربة، موضحا أن حرية الصحافة ''التي هي جزء أساسي من مشروعنا الديمقراطي ستحظى بالإحترام التام، بحيث تبقى الدولة حريصة على تسهيل ممارسة وتطور المهنة أكثر فأكثر وعلى كافة الأصعدة''• ومن ناحية أخرى، أكد أنه يتعين على الهيئات القضائية أن تضطلع بالمهمة الموكلة إليها على الوجه الأوفى، قائلا في هذا الصدد ''قد أتاح الإصلاح الذي تم تنفيذه توفير الشروط اللازمة لعدالة أكثر احترافية وأكثر حياد وأكثر استقلالية في أحكامها''• وعلى الصعيد الخارجي، أكد بوتفليقة أن الجزائر ستواصل نضالها في سبيل دمقرطة المؤسسات الدولية، مجددا بالمناسبة مواقف الجزائر في العالم العربي وفي إفريقيا وفي العالم الثالث ومساندتها لكافة القضايا العادلة، لاسيما قضايا الشعوب المكافحة من أجل التحرر، مثل الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي•