أظهرت دراسة أن الموظف الجزائري هو الأكثر تفاؤلا في المنطقة العربية تجاه المناخ الوظيفي، وأن درجة قلقه وخوفه قليلة مقارنة بالعامل الإماراتي، الذي يعد الأكثر تشاؤما في المنطقة حيال ذلك• وخصت دراسة أجراها أكبر موقع إلكتروني للتوظيف في الشرق الأوسط، لشركة ''بيت دوت كوم''، أكثر من 10 آلاف موظف من جميع أنحاء المنطقة• وذكرت أن 40 % من المجيبين فيها توقعوا حصول عمليات تسريح في شركاتهم في المستقبل، حيث كانت الإمارات الأقل تفاؤلا بنسبة 52 % من بين المجيبين، يتبعها الكويت بنسبة 48 %، بينما كانت الجزائر الأكثر تفاؤلا بما نسبته 25 %• وأضافت الدراسة أن العاملين في الإمارات كانوا الأكثر قلقًا تجاه السوق الوظيفي بنسبة 74 %، في حين سجلت الأكثرية في باقي دول مجلس التعاون الخليجي قلقها، بمن فيهم 62 % في قطر و61 % في السعودية• إلا أن تفاؤل الموظف الجزائري ليس لديه ما يبرره، خاصة أن ما لا يقل عن 500 ألف عامل جزائري فقدوا مناصب عملهم خلال السنوات السبع الماضية، بسبب الإفلاس والغلق الذي طال، حسب بيانات رسمية، 166 مؤسسة عمومية اقتصادية• وهي الفترة التي دخل فيها مسار الخوصصة حيز التنفيذ بصفة فعلية، بعد 6 سنوات من عملية واسعة لحل المؤسسات العمومية• ورجعت مصادر حكومية هذا المأزق الاجتماعي إلى تباطؤ وتيرة تجسيد برنامج الخوصصة الذي تبنته الحكومة بشكل رسمي، وبأكثر جدية مقارنة بالفترات التي سبقت عام 1999 من جهة، ومن جهة ثانية بسبب عدم التزام المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين باشتراطات الحكومة والمتعلقة بتطوير وسائل الإنتاج والحفاظ على اليد العاملة الموجودة وعدم تغيير النشاط بعد عملية التنازل• وتشير أرقام وزارة الصناعة وترقية الاستثمار، إلى أن عدد المؤسسات المفلسة يتجاوز 150 ، وأن شركات القطاع العمومي كلها تشكل 25 في المائة من الناتج الداخلي الخام، فيما يمثل القطاع الخاص 75 في المائة•