أصدرت، أول أمس، القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، سابقا بيانا موجها للسلطات البريطانية تطلب من خلاله إطلاق سراح الإرهابي ''أبو قتادة'' الموجود في السجن بتهم إرهابية، والمعروف لدى الجزائريين بمفتي الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا'' مقابل الإفراج عن الرهينة البريطانية المحتجزة منذ اختطافها رفقة عدد من الرهائن الغربيين في صحراء دول الساحل• وأرجع المراقبون توجه الجماعة السلفية للدعوة والقتال نحو الإرهابي ''أبو قتادة'' إلى الإحباط الذي أصبح يعانيه بعد تفكك خلاياه جراء الضربات المركزة لمصالح الأمن والجيش، في محاولة لاسترجاع قواه عبر قياديين سابقين من جهة والبحث عن الترويج الإعلامي من جهة ثانية، مشيرة بذلك إلى استمرار هذا التنظيم الإرهابي في نهج ''الجيا'' باعتبار ''أبو قتادة'' منظرها، استباح الدماء الجزائرية ودعا إلى القتل والمجازر الوحشية واختطاف النساء، ما جعل الملاحظين يرون في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على أنه من بقايا ''الجيا''، وما دخوله تحت غطاء القاعدة إلا لإبعاد الشبهة الدموية وإعطاء بعد عالمي بعد ضياعها في الصحراء جراء السياسة الأمنية التي تطبقها الدولة في محاربتها لفلول الإرهاب وكذا تطبيق المصالحة الوطنية• وحسب المراقبين، فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي عجزت عن تحقيق مكاسب ميدانية وانكشف أمرها بعد البيان الأخير الموجه إلى لندن تقايض فيه للإفراج عن الإرهابي ''أبو قتادة''، إلى تبني أسلوب ''الجيا'' التي كانت أول من اعتمد قتل المدنيين، حيث كانت الفتوى الشهيرة للإرهابي'' أبو قتادة'' وقتها تطالب كل عناصر الجماعة بعدم الرأفة بأحد واعتبار كل شخص يٌقتل على أيدي أحدهم تصبح امرأته أو ابنته أو أخته سبية وغنيمة حرب يحق التمتع بها• ويذكر أن هذه الفتوى التي تبنتها ''الجيا'' في التسعينيات من القرن الماضي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف شخص ذبحا، أغلبهم من النساء والأطفال•