حاول تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي -أول أمس- في بيان تداولته المواقع الإلكترونية القريبة منه، إعطاء صدى إعلامي كبير حول إطلاق سراح المختطفين الأوربيين الذين اختطفهم عناصر التنظيم في الصحراء الكبرى، خلال الأشهر الماضية. وأضاف بيان التنظيم أن العملية شملت إطلاق سراح الألماني ماريان والسويسرية قابريال والكنديان لويس غاي و روبرت فولر، كما أشارت إليه ''النهار'' في حينها، خلافا لما أوردته بعض الصحف أن العملية شملت إطلاق سراح المختطف البريطاني فقط، و أكد البيان ذاته؛ أن العملية شملت صفقة تبادل إطلاق سراح عناصر إرهابية لم يحدد هويتها، أو الجهة المشرفة على الوساطة أو العملية، حيث كان التنظيم قد اشترط في عمليات سابقة، إطلاق سراح أمير سرية العاصمة أبو بصير و عمار صايفي عبد الرزاق البارا المظلي السابق و أمير المنطقة الخامسة في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، قبل انضمامها إلى تنظيم القاعدة في أوائل سنة2007، علما أن إمارة القاعدة في بلاد المغرب كانت تريد صدى إعلامي أكثر منه على أرض الواقع، بالتأكيد على قوتها و تواجدها في مختلف مناطق دول المغرب العربي والساحل الإفريقي. ويرى مراقبون للوضع الأمني، أن إصدار التنظيم لهذا البيان في هذا الوقت بالضبط، هومحاولة للم شمل صفوف العناصر الإرهابية، وتقوية عزيمة المتعاطفين معه، بالتزامن مع عمليات الفرار التي تشهدها معاقل التنظيم إضافة إلى العمليات النوعية لقوات الأمن التي أطاحت بالكثير من أمراء الكتائب والسرايا، هذا مع تسجل تقدم كبير في عملية المفاوضات مع بعض الأمراء في مختلف مناطق الوطن.وأضاف نفس المصدر الأمني ل'' النهار''، أن إحجام إمارة القاعدة عن ذكر أسماء عناصره التي ذكر أنه أطلق سراحهم في عملية تبادل الأسرى، يمكن تفسيره بأن هذه العملية يشوبها الكثير من الشك والتساؤلات، وإلا لم يتوان التنظيم في تسجيل نقاط جديدة تحسب على أنه سجل نصرا على أرض الميدان. القاعدة تبتز لندن وتهدد بإعدام السائح البريطاني الجنسية حاول تنظيم القاعدة في بيانه، ابتزاز الحكومة البريطانية بدفعها لإطلاق سراح أبو قتادة الفلسطيني المسجون في سجن بالمارش بالبريطانية، و التي تطالب به الحكومة الأمريكية لتورطه في عمليات جرت وقائعها على الأراضي الأمريكية، أو وقع جنود أمريكيون ضحايا فتاواه بخصوص الجهاد. وطالبت نظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إطلاق سراح أبو قتادة الفلسطيني، مقابل إطلاق سراح المواطن البريطاني الجنسية إداون دايرن في مدة لا تتجاوز 20يوما، وإلا نفذ فيه حكم الإعدام إذا لم يتلقوا استجابة لمطالبهم، وهي الطريقة المفضلة لابتزاز الحكومة البريطانية وإظهارها في موضع ضعف، مقابل موضع القوة التي يتمتع فيها التنظيم الإرهابي، وإملاء الشروط كما يشاء. ما هي الأسباب التي جعلت التنظيم يدعي أنها صفقة تبادل أسري؟ أكد مصدر أمني ل ''النهار''؛ أن لجوء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى مثل هذه الطرق في الدعاية الإعلامية، يرجع إلى محاولة تحسين صورة التنظيم، باعتبار أن مثل هذه العمليات التي عادة ما تنتهي بفدية غير جائزة شرعا، وتعد من أعمال قطاع الطرق أو ما يصطلح عليه في الشريعة الحرابة''، أوالذين يسعون في الأرض فسادا، حيث يسعى التنظيم بهذا البيان إلى تحسين صورته في الخارج، بإعطاء فكرة عن أن هذه العمليات، تهدف إلى فك أسر المجاهدين''. '' '' من هو أبو قتادة الفلسطيني أبو ''قتادة الفلسطيني'' هو عمر محمود عثمان أبو عمر، من مواليد سنة1961 بمنطقة رأس العين، انظم إلى جماعة الدعوة والتبليغ المسالمة والتزم معها، ثمّ دخل الجامعة الأردنية وأنهى دراسته الدينية هناك سنة 1984، عمل بلجنة الإفتاء في القوات المسلحة الأردنية لأربع سنوات، حيث تعرف على العديد من الأساليب والخبرات الفنية العسكرية خلال هذه المدة، و كانت محكمة أمن الدولة الأردنية، قد أصدرت حكما غيابيا عام 1998، بحق أبو قتادة بالسجن لمدة15عاما مع الأشغال الشاقة المؤقتة لاشتراكه في تنظيم ''إرهابي'' الإصلاح والتحدي و يقضي فترة العقوبة في السجون البريطانية منذ أزيد من 5 سنوات، بسبب صلاته بالجماعات الإرهابية في العالم، و على رأسها تنظيم القاعدة. أما صلته بالجماعات الإرهابية في الجزائر، فلا زالت في ذاكرة الجزائريين صورالمجازر البشعة التي وقعت خلال فترة التسعينات، بتوقيع من الجماعة الإسلامية المسلحة ''جيا''، بعد إفتائه بردة الجزائريين عن بكرة أبيهم، واتباعه لمنهج الخوارج في تصنيف كل الجزائريين على أنهم كفرة و أتباع الطواغيت، حيث سادت فكرة ''يبعث كل واحد على نيته يوم القيامة''، وقد استدل أبو عبد الرحمان أمين جمال زيتوني وخليفته الدموي أبو تراب عنتر زوابري، بفتاوى أبو قتادة الفلسطيني، كذريعة لتقتيل الجزائريين في مجازر أقل ما يقال عنها، أنها من الأفعال البربرية للعصور الوسطى. ويعد أبو قتادة أحد المراجع الروحية لتنظيمات الإرهابية، رفقة أبو محمد المقدسي طاها عصام البرقاوي في العالم، و في الجزائر بصورة خاصة، حيث أكدت مصادر أمنية أن أول أمير للجماعة السلفية للدعوة و القتال أبو مصعب عبد المجيد ديشوا، كان قد درس عنده في علوم الشريعة في المملكة الأردنية، خلال بداية سنوات التسعينات.