أعطيت، أول أمس، من المركب الثقافي الجديد بالوادي، إشارة انطلاق فعاليات الملتقى الوطني الثاني حول التراث الثقافي، الذي تشرف على تنظيمه مديرية الثقافة لولاية الوادي بمشاركة قياسية واسعة للأساتذة والباحثين والأكادميين وأصحاب المهن التقليدية، وكذا مراكز البحث المهتمة بالتراث كمركز الدراسات التاريخية، ومعاهد الفنون الجميلة لكل من باتنة، وهران وبجاية، والحظائر التقليدية الكبرى كحظيرة التاسيلي وحضيرة وادي ميزاب، ووصل عدد الولايات المشاركة إلى حدود 25 ولاية• وقد عرف حفل الإفتتاح حضورا متميزا للسلطات المحلية والولائية وكذا الأجهزة الأمنية، نظرا للأهمية الكبرى التي يكتسيها المحور العام للملتقى المخصص في طبعته الثانية لمناقشة واقع ووضعية ''ممارسي وعارفي المهارات التقليدية في فنون الديكور بالصحراء'' وهو الإشكال المطروح بقوة في المناطق الصحراوية بالنظر إلى الإهمال الذي بات يطال العديد من المهن والمهارات التقيلدية بالمنطقة، والتي أضحت عرضة للزوال في حال ما لم تتدخل الجهات الرسمية لوضع اليات لحمايتها• وقد أشار الأمين العام لوزراة الثقافة في كلمة افتتاحه للملتقى الوطني إلى منظور الدولة لتسليط الضوء على مثل هذه المعالم التراثية المنسية من خلال تشجيع وتمويل جميع المبادرات الرامية إلى صون وحماية الموروث الشعبي الثقافي للولايات، خصوصا في ظل العولمة التي اكتسحت العالم ولم تبق للضعيف والقديم مكانا• ويتضمن الملتقى الوطني الثاني للتراث الثقافي ''ممارسي وعارفي المهارات التقلدية في فنون الديكور بالصحراء'' 35 مداخلة أكاديمية لباحثين وأساتذة مهتمين بالتراث الثقافي قدموا من مختلف جامعات الوطن وورشات عملية مقسّمة على الأيام الثلاثة للملتقى• وحسب تصريح مدير الثقافة بولاية الوادي ل''الفجر'' فإن الهدف المتوخى من الملتقى يكمن في الخروج بنقاط عملية حيّة قصد حماية وترقية المنتوج التراثي الصحراوي الذي بات في طريقه نحو الزوال، خصوصا الإنسان المهتم بهذه المهن بإعتباره همزة الوصل بين جيل الأمس والغد، فأصحاب المهن التقليدية كالنقش على الجبس والرمال والصور التي تشتهر بها المنطقة، باتت في يد بعض الأيادي المهرة فقط، ولا يوجد من جيل الشباب من يحاول تعلّمها وإكمال حلقة التواصل التراثي لهذه المهن، مبرزا أنه ولذات الغرض فقد تمّ إشراك 20 شابا حرفيا من معاهد التكوين المهني في ورشات هذا الملتقى بغية تشجيعهم على حمل هذا الإرث التاريخي التقليدي لمنطقة سوف، كما تم إشراك مصالح الأمن والدرك والجمارك والحماية المدنية باعتبارها أجهزة مهتمة كذلك بالتراث التقليدي من خلال محاربتها لكافة أشكال تهريب بعض القطع التراثية النادرة للمنطقة•