يشهد الصومال منذ تولي الرئيس الجديد، شريف شيخ أحمد، مقاليد السلطة في جانفى الماضي تصعيدا أمنيا غير مسبوق ازداد حدة في الآونة الأخيرة، حيث خلفت المواجهات الضارية بين المسلحين المعارضين للحكومة والقوات الحكومية أثقل حصيلة في الأرواح في أقل من شهر• فالصومال الذي عرف الحروب الأهلية وحالة عدم الاستقرار منذ عام 1991 دخل مرحلة جديدة في شهر جانفي 2009 مع تولي رئيس جديد شريف شيخ أحمد الحكم لكن آلة العنف سايرت هذا التطور بتكثيف وتيرة الهجمات التي يشنها تنظيم الشباب المجاهدين إحدى أهم الحركات المتمردة ضد الحكومة الحالية• وكثفت هذه الجماعة المسلحة والحزب الإسلامي، الذي يتزعمه الشيخ حسن ظاهر عويس، من هجماتهما مع بداية الشهر الحالي سعيا منهما للإطاحة بالحكومة الحالية حيث سقط أكثر من 200 قتيل في اقل من شهر اغلبهم من المدنيين وأصيب ما لا يقل عن 700 بجروح، بينما فر حوالي 57000 شخص من العاصمة مقديشو باتجاه مخيمات في جنوب غرب البلاد تأوي حاليا نحو 400 ألف شخص حسب إحصائيات رسمية• وكان مدنيان على الأقل قد أصيبا بجروح في تجدد للاشتباكات والقصف المدفعي المتقطع بين القوات الحكومية والحركات المسلحة المتمردة، أول أمس، بمقديشو عندما رد جنود كانوا متمركزين بالقصر الرئاسي بإطلاق نيران مكثفة باتجاه مسلحين، كانوا تقدموا باتجاههم ومن جهتها أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بفرار 46 ألف شخص من العاصمة منذ بداية القتال واشتداده خلال الشهر الحالي• كما تدفق اللاجئون الصوماليون أيضا على الأراضي اليمنية لاسيما خلال شهر افريل الماضي حيث أحصت للأجهزة الأمنية اليمنية بالمحافظات الساحلية ألفا و875 لاجئا صوماليا من بينهم نساء وأطفال هربوا من العنف المتواصل• ويثير الوضع السياسي في الصومال التي تعانى أيضا من موجات جفاف وفيضانات متعاقبة وظاهرة القرصنة المستشرية مخاوف وانشغالات المجتمع الدولي الذي كثف في الآونة الأخيرة من دعواته ومساعيه من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في هذا البلد، وإعادة اعمار مؤسسات الدولة الصومالية واعمار ما دمرته الحرب• وفي تقييمه للتطورات في هذا البلد اعتبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال أحمد ولد عبد الله الوضع ''صعب للغاية'' ولكنه ليس ''ميؤوسا منه''• من جهته أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن توزيع المواد الغذائية الجافة لم يتأثر كثيرا بالوضع الأمني، حيث يقوم 14 مركزا بتقديم 80 ألف وجبة غذائية بصورة يومية•