لم تستبعد مصادر صومالية أمس أن تلجأ حكومة الشيخ شريف أحمد شريف إلى توجيه دعوة للقوات الأمريكية للقيام بتدخل عسكري في بلاده في حال شعرت بخطر متزايد للمتمردين عليها. وأكدت هذه المصادر أن الحكومة الصومالية قد تطلب تدخلا عسكريا أمريكيا على شكل قصف جوي للمواقع التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة إن هي شعرت بخطر داهم يتهددها. وأضافت أن الأمر وارد جدا في ظل تشديد المتمردين ضغطهم العسكري على القوات النظامية حتى في داخل أحياء العاصمة موقاديشو ومن حول القصر الرئاسي وأيضا بسبب تواجد بوارج بحرية أمريكية في المياه الصومالية مما يسهل عليها تنفيذ هذه المهمة. وإذا حدثت مثل هذه التوقعات فإن ذلك يعد سابقة وتصرفا مغايرا لموقف الرئيس الشيخ شريف أحمد شريف الذي كان وإلى وقت قريب يبدي عداء ظاهرا للولايات المتحدة وينعتها بشتى أنواع الصفات. كما أنها المرة الأولى أيضا التي تتدخل فيها قوات أمريكية في هذا البلد بعد انتكاسة وحدات المارينز سنة 1993 التي قامت بأكبر عملية إنزال في منطقة القرن الإفريقي بعد الفراغ السياسي الذي تركه رحيل الرئيس زياد بري ودخول هذا البلد في حرب أهلية مدمرة بين زعماء الحرب الصوماليين. وأرغم أكثر من 30 ألف عسكري أمريكي على مغادرة الصومال بعد المقاومة الشرسة التي لقاها والتي لم يكن يتوقعها تاركين البلد في دوامة حرب أهلية مازالت متواصلة إلى حد الآن. وضاق الحال من حول الرئيس أحمد شريف وقواته منذ بدء المعارضة المسلحة في هجوماتها في السابع ماي الماضي إلى درجة جعلت قوات الاتحاد الأفريقي التي تحرس القصر الرئاسي لا تستبعد التدخل لصد عناصر شباب المجاهدين والحزب الإسلامي المتحالفين ضد حركة المحاكم الإسلامية التي يتزعمها الرئيس الصومالي الحالي لتقديم يد المساعدة للقوات النظامية ومنع انهيار نظام هذا الأخير. وأكدت مصادر صومالية أن القوات الإفريقية تدخلت أمس مما أدى إلى مصرع 23 شخصا في اعنف مواجهات دارت رحاها في العاصمة موقاديشو. ولا يستبعد أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى انزلاق جديد في الوضع الأمني في هذا البلد المنهك بعقدين من حرب أهلية مدمرة. يذكر أن الاتحاد الأفريقي صادق في قمته قبل يومين بمدينة سرت الليبية على بيان أيد فيه تدعيم قوات الاتحاد لنصرة نظام الرئيس الشيخ أحمد شريف الذي كان حاضرا في أشغال القمة.