ذكر الذراع الأيمن لزعيم ما يعرف بتنظيم ''القاعدة''، أيمن الظواهري، مؤخرا أن الحرب الإرهابية الميدانية انتقلت إلى الأنترنت، وأن 50 بالمائة من هذه الحرب تشنها المواقع التابعة لمختلف التنظيمات والجماعات التي تعمل تحت جناح التنظيم العالمي، ومنها ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، خاصة بعد تشديد مصالح الأمن قبضتها، ما يفسر العدد الكبير للمواقع التي تروج للأعمال الإرهابية، في وقت يزعم فيه تنظيم المدعو دروكدال أنه مسؤول عن تنفيذها، وكذا الدعاية لفكر هذه الجماعة الإرهابية، التي تبث بيانات تدعو إلى الالتحاق بما تزعم أنه جهاد وتقدم حججا وأدلة ما أنزل بها من سلطان، وذلك باعتراف منظريها الذين يعلنون تراجعهم وتوبتهم عن الأعمال المسلحة التي ترتكب في حق الأبرياء والعزل• وتذكر المخابرات المحلية البريطانية ''أم آي فايف'' أن الجماعات الإرهابية، ومنها الجماعة السلفية للدعوة والقتال تظهر بين الفينة والأخرى قدرة على تنظيم هجمات غادرة، غير أنها لم تستطع تنفيذها بسبب القدرة الفائقة لمصالح الأمن في تعاملها مع مواقع هذا التنظيم• وتضيف مديرة جهاز المخابرات الداخلي، إليزا بولر، أن ''ذلك منع الإرهابيين من القيام بأعمال دموية، ويعتبر جزء من استراتيجيتنا ومن دفاعنا الجماعي ضد الإرهاب• وتنفق من جهتها الحكومة الأمريكية ما مقداره 8,1 مليار دولار قي السنة لحماية شبكة الأنترنت من الجماعات الإرهابية''، ومنها ''القاعدة في المغرب الإسلامي''• ويذكر المراقبون أن تنظيم ما يسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' يعتمد على الأنترنت كوسيلة للوصول إلى تجنيد عناصر جديدة بعد أن فشلت ميدانيا مع ضربات مصالح الأمن المحترفة، واعتبروه تراجعا عن المواجهة الميدانية إلى ما وراء الشاشات، ما يدل على أن بقاءها ضمن التنظيمات الإرهابية لم يعد سوى مسألة وقت، وأن المواقع التي تستعملها تظهر عمليات إرهابية مزعومة بين الفينة والأخرى، أو تقديم بيانات تهديد للشعب فقط دون مرجعية واضحة، أو دلائل مقنعة تعتمد عليه لتبرير أعمالها• هذه المواقع التي يصنفها رئيس لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي، جوزيف ليبرمان، والمراقبون الأمنيون من مختلف دول العالم في تقرير خاص إلى ثلاثة أصناف، مواقع تابعة للتنظيم العالمي ''القاعدة''، ومواقع تشيدها التنظيمات الإرهابية الجهوية أو المحلية، ومنها ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، وهي تروج أشرطة مرئية أو سمعية، ومواقع يشيّدها متعاطفون من التنظيمات الإرهابية، غير أن ملاحظين محليين يضيفون إلى تلك المواقع مواقع خبيثة لمصالح مخابراتية تعمل وفق مسار التنظيمات الإرهابية وفكر الدموية ضد الجزائر• ويشير المتابعون للشأن الأمني على الأنترنت ونشاط المواقع الخاصة بهم أن الجزائر نجحت إلى حد بعيد في تحييد عناصر دروكدال من القيام بحربها عبر المواقع المتعددة، وصد المنافذ عنها من خلال عدة طرق ووسائل جعلت تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' يندحر ويكتفي بمراوحة مكانه، كما هزمته المصالح الأمنية ميدانيا• وتضيف أن الفرد الجزائري لم يعد يتعامل مع المواقع التي تروج للإرهاب وتدعو إليه مثلما كان عليه في السابق•