وأن الأمر لا يعدو كونه فن صناعة الأعداء، أو على الأقل توظيفهم لأهداف سياسية من جانب واشنطن وباريس شدد خبراء أوروبيون يتابعون ملف التنظيمات الإرهابية على أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ومحاولة استقوائه بتنظيم القاعدة العالمي والولاء لزعيمه بن لادن، أصبح يستخدم لتبرير حشد عسكري أمريكي مرتقب في دول المغرب العربي، تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وأن الأمر لا يعدو كونه فن صناعة الأعداء، أو على الأقل توظيفهم لأهداف سياسية من جانب واشنطن وباريس• وأضاف خبير غربي مختص في ملف الإرهاب لوكالة ''رويترز'' أن رسالة أمير الجماعة السلفية، الإرهابي دروكدال، التي أعلنت الولاء للقاعدة في السابق، وتأكيد الرقم الثاني في القاعدة، أيمن الظواهري، لانضمام الجماعة، يمكن تفسيره على أساس أن واشنطن ومعها باريس كانت دوما بحاجة إلى عدو مفترض في منطقة الساحل والمغرب العربي، لتقوم فيما بعد بتشكيل تحالف سياسي وعسكري ضخم استمرارا لما تشهده أفغانستان، وأن تضخيم العدو يمكن من حشد القدرات العسكرية والاقتصادية والإعلامية لتبرير هذه الحرب الكونية ضد ما تصفه بالإرهاب، وهي تقنية إعلامية سياسية تعرف بصناعة الأعداء، مشيرا إلى ما حدث بين واشنطن وبن لادن أثناء حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي آنذاك، حين استخدمت واشنطن زعيم القاعدة في تلك الحرب واعترف به هذا الأخير وبرره بتقاطع المصالح بينه وبين أمريكا• وذكر الخبير ذاته أن المنطقة التي تمتد من موريتانيا وحتى ليبيا أصبحت تمثل عنصر جذب لتنظيم القاعدة بسبب قربها من القارة الأوروبية، ومركزا للدعم بالإمدادات والنقل وسهولة الوصول من خلالها إلى الأقليات الكبيرة من الإسلاميين المتواجدة في دول الاتحاد الأوروبي، خاصة منهم القادمين من شمال أفريقيا، ودفع الدول الغربية التي تهدف إلى التموقع في المنطقة بالقيام بعملية تضخيم تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتوفير ظروف معينة لإظهاره عبر وسائل الإعلام حسب مقتضيات الوضع الدولي، بعد أن أظهرت شخصية بن لادن والظواهري في وقت سابق، اتجهت إلى الإرهابي دروكدال لتقديمه كخطر يهدد المنطقة، يدعو إلى إقامة تحالف أمريكي فرنسي غربي ضد الإرهاب، باعتبار أن هذه الدول تعتبر مناطق نفوذ فرنسية قديمة تحاول أمريكا إيجاد موقع بينها• ويضيف المصدر أن توقيت الرسالة الموجهة للسلطات الفرنسية جاء في وقت شهدت فيه دول المغرب العربي توترات أمنية وتصاعدا في منطقة دول الساحل، التي ترجعها السلطات لأشخاص وقوى تتبنى فكر القاعدة، تدفع بالضرورة إلى تكثيف التعاون الأمني بين الدول تحت مظلة أمريكية، وهو ما دفع فرنسا للدخول على الخط بعد تهديد الجماعة السلفية لها، رغم أن فرنسا لم تكن مستهدفة إلى غاية رسالة التهديد الأخيرة، والتي ستحاول باريس توظيفها كمبرر للتدخل في المنطقة تحت غطاء حماية مصالحها، بإعلان الحرب على الإرهاب في منطقة مستعمراتها السابقة، يقول الخبير الغربي•