أبدى وزير الشؤون الدينية والأوقاف غلام الله بوعبد الله سخطه وغضبه الشديد من الأصوات التي تعالت مؤخرا لمعارضة عملية إيفاد أئمة جزائريين إلى فرنسا، وأكد أن هؤلاء لم يقبلوا فكرة أن ينافسهم آخرون على المساجد بباريس وارتباط الجالية الجزائرية بوطنها الأم لأن هذا يشكل تهديدا لأفكارهم ويحرمهم من المرافق الدينية التي يريدون أن يحولوها إلى وكر لنشاطاتهم حسب تعبيره. و عبر بوعبد الله أمس بدار الإمام خلال اجتماعه بمدراء الشؤون الدينية والأوقاف الجهويين عن تعجبه من الحجة التي يتبناها هؤلاء للتشكيك في كفائة الأئمة الجزائريين على خلفية أنهم لا يتقنون اللغة الفرنسية وأوضح أن هؤلاء يكفيهم تحكمهم في اللغة العربية لشرح القران للجالية وأضاف أن هذا سيسمح باستمرار ارتباط الجالية بلسان وطنهم ودينهم. كما أكد غلام الله أن هاته المعارضة بدرت أساسا من طرف اتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا وأوضح أن هاته الجهة تقاد وتلقى الدعم من المغاربة إلا أن هؤلاء لا يعارضون قدوم أئمة من المغرب في حين أن الأتباع الجزائريين يرفضون مشاركة الأئمة الجزائريين في الحياة الدينية والاجتماعية للجالية الجزائرية. وعبر الوزير عن غضبه الشديد من بعض الصحف الوطنية المعربة التي أصبحت منابر لاتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا التي عارضت فكرة الأئمة المعربين في حين أن تلك الجرائد تصدر بالعربية حسب تعبيره. وتطرق وزيرة الشؤون الدينية خلال كلمته الافتتاحية للاجتماع إلى دور المساجد في الحياة الاجتماعية والسياسية وأكد أن برنامج الوزارة ساهم في تعزيز الروح الوطنية للجزائريين في الوطن والخارج وقال أن دليل نجاحنا هو تنامي ارتباط الجالية الجزائرية في فرنسا بوطنها وافتخارها وحملها للعلم في شتى المناسبات، موضحا أن هذا نتاج التكوين الجيد الذي ترعاه الوزارة للأئمة وكافة العاملين في القطاع. كما أعطى نصائح لمدراء الوزارة الجهويين بتكثيف النشاطات الدينية تزامنا مع حلول شهر رمضان والتحضير لموسم الحج بتعيين أئمة سيرافقون المسافرين إلى البقاع المقدسة، وأشار إلى أن القيمين والمؤذنين رفقة معلمي القرآن الذين سيوظفون عبر الولايات والأحياء سيتلقون إلى جانب وظيفتهم إلى برنامج تكوين يتم حاليا دراسة مدته ونوعيته.