تحدّث أولياء الأطفال المرضى بالسرطان في مستشفى مسرغين عن الوضع المزري الذي يتواجد عليه المستشفى إلى جانب غياب وسائل الترفيه للأطفال الذين يلازمون الفراش، فضلا عن سوء التغذية، الأمر الذي يدفع أولياءهم يوميا إلى حمل العديد من المأكولات وقال المتحدثون إن تكاليف إجراء سكانير فاقت 7 آلاف دج في كل مرة لمتابعة انتشار المرض في الجسم• من جهتها، أفادت مصادر مطلعة عن تزايد عدد الوفيات بالمركز نتيجة نقص التكفل والرعاية الطبية، خاصة أن المرض يستدعي الكثير من العناية، في الوقت الذي يشهد فيه يوميا بتر أحد أطراف العديد من الأطفال الذين يحولون إلى مصلحة جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي لوهران لإجراء لهم عملية البتر، حيث تحوّل تلك الأطراف بعدها إلى مصلحة حفظ الجثث ليتم دفنها• جمعية إعانة الأطفال المصابين بداء السرطان بوهران تعد الوحيدة على مستوى الغرب الجزائري التي تقوم بالرعاية النفسية لهؤلاء الأطفال وبإقامة أوليائهم المتوافدين على المستشفى من مختلف ولايات الجهة الغربية، والذين يرافقون أبناءهم لرعايتهم والسهر على راحتهم، حيث لا يجدون مأوى يلجأون إليه إلا الجمعية التي يطرقون أبوابها، والتي خصصت ثلاث غرف لإقامة أولياء المرضى المنخرطين لديها، والبالغ عددهم أزيد من 80 مريض، حيث تتلقى مساعدات من المحسنين وذلك بنسبة قليلة خاصة أن تكاليف العلاج مكلفة• ومن جهتها، طلبت نائبة الأمين العام للجمعية، إسماعيل خديجة، بضرورة تجهيز مستشفى مسرغين للأطفال المصابين بداء السرطان بجهاز سكانير لتقليص فاتورة الدواء على أوليائهم الذين يتوافدون على الجمعية ويستنجدون بها، بحيث تقول المتحدثة ''لا تسمح لنا حسب الإمكانيات المتاحة تلبية نداء جميع المرضى، خاصة أن الكشف لوحده بجهاز سكانير الذي يكلف في كل معاينة أزيد من 7 آلاف دج''، مضيفة أنه ''بالرغم من المساعدات القليلة التي نحصل عليها من قبل بعض العيادات التي تعتمد تخفيضات جزئية، إلا أن التكاليف تبقى باهظة، خاصة أن الجمعية تستقبل جميع مرضى ولايات الغرب وليس فقط مرضى ولاية وهران، حيث يتم التكفل بأولياء المرضى لمدة تزيد عن 4 أشهر حسب طبيعة الحالة المرضية''• كما انتقدت محدثنا، في سياق متصل، الحالة الكارثية التي يتواجد فيها المستشفى، الذي يفتقر إلى مكتبة للمطالعة للأطفال وكذا قاعة للراحة وحديقة من شأنها أن تنسيهم حجم المعاناة والمرض والترفيه على أنفسهم قليلا مثل سائر المستشفيات الدول المتقدمة المخصصة لهذه الشريحة من المجتمع والخاصة بالأطفال، بحيث لا يوجد مكان يجلس فيه هؤلاء الأطفال إلا الأتربة ووسط الأوساخ وأشعة الشمس المحرقة التي تزيد من المرض، خاصة في هذا الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مضيفة أن الجمعية استفادت من قطعة أرض في منطقة بورفيل الساحلية مساحتها تقدر ب 600 م2 قصد إقامة مخيم صيفي، إلا أنه بعد تقييم تكاليف العملية التي حددت حسب ثلاثة مقاولين بأزيد من 5 ملايير سنتيم، وقف مسيرو الجمعية عاجزين عن تحقيق مشروع الأطفال المرضى في غياب المساعدات من قبل وزارة ولد عباس لإنجاز المشروع الذي من شأنه أن يستفيد منه المرضى ويخفف من آلامهم، في الوقت الذي تبقى فيه الجمعية تنتظر مساعدات المتبرعين من المحسنين، إلا أنها تبقى قليلة وتخصص للدواء وإقامة أولياء المرضى، في غياب سلطات الولاية ومصالح التضامن الوطني•