كيف تقيّمون واقع المسرح الجزائري اليوم في ظل الحركية التي تشهدها الساحة الثقافية في البلاد؟ يوجد حراك لا بأس به، يتمثل في أيام مسرحية ومهرجانات في العديد من الولايات، هذا بالنسبة للمواعيد• أما بالنسبة للأعمال، فتوجد محاولات لا بأس بها من وسعها دفع الحركة المسرحية إلى الأمام• هناك الكثير من الجمعيات تنشط أكثر من المسارح الوطنية، كما أن الجانب الإداري هو الطاغي على الجانب الفني والإبداعي• النقطة الثانية، هناك شح في العروض، لأن المسرح مازال نشاطا مناسباتيا• فالكثير من المسارح والكثير من دور الثقافة في مختلف الولايات مغلقة طوال العام• أما النقطة الثالثة هي التكوين، لازلنا في حاجة للتكوين في مختلف جوانب المسرح• يقال إن المسرح الجزائري يعاني مشكل نصوص ويطغى عليه الاقتباس؟ لا يهم أن يكون اقتباس النص أو إبداع نص جديد في المسرح• عندما يكون الإخراج ضعيفا لن ينفع حتى لو اقتبسنا ل ''لوسين'' أو''شكسبير''• المسرح في النهاية هو فن عالمي، خارج عن نطاق المحلية•• 30 عاما وأنا أسمع هذه الحكاية ولازلنا نرددها إلى اليوم، ولم نتحدث يوما عن مشكل الإخراج• أصبحت السينوغرافيا هي العمود الفقري للأعمال المسرحية الحديثة• فهل أنتم مع هذا الطرح؟ هناك ضعف في التكوين السينوغرافي بالجزائر•• لا يوجد إبداع وانسجام بين عناصر المسرح فيما بينها، لو شاهدت عرضا مسرحيا ولم تركّز سوى على السينوغرافيا، فهذا يعني عدم الانسجام بين مقومات العرض••لأن العرض المسرحي الناجح بالنسبة لي هو الذي يوجد فيه انسجام• فالديكور قد يكون رمزيا ولكنه يبقى مساهما في كمال العرض • ولكن هناك من ينادي بالمرئي والبصري ويقول إن المستقبل لعصرنة الخشبة، ما ردكم؟ منذ متى والتكنولوجيات الحديثة مزدهرة في أوروبا؟ منذ ثلاثين سنة والتكنولوجيا حاضرة في المسرح الأوروبي، والمسرح هو المسرح، الآن فقط وصلت لنا نحن أبناء الجنوب، موضة رقمنة المسرح إن صح التعبير، وأظن أنها لن تؤثر على روح الخشبة لأننا يجب أن نعنى أولا وقبل ذلك، بلغة الحوار، المضمون، الموضوع، لأن الفكرة المسرحية ''هي الصح''• التقينا بك على هامش مهرجان مسرح الطفل، فما هي نظرتك النقدية لواقع مسرح الطفل في الجزائر؟ أنا أفضّل مسرح الأطفال، لأن مسرح الطفل هو نشاط لا منتهي• وهناك خلط بين المسرح المدرسي ومسرح للأطفال فالأول له علاقة بالتعليم، والثاني يجب أن يعنى بالذوق الجمالي وأن يقدم أفكار جديدة وطرحا خلاقا وجماليا• أعتقد أن أكبر مشكل في العمل المسرحي بشكل عام، هو عدم التخصص•• نجد أحيانا أناس غير متخصصين ويمارسون ما أسموه نقدا• أن ننقد لا يعني أن نقول إن هذا جيد وذاك رديء••