تدني نسبة النجاح في بكالوريا هذا العام عن نسبة النجاح الذي سجلت في العام الماضي له عدة دلالات! هذا العام لم تتدخل السياسة في امتحان البكالوريا كما حصل الأمر في العام الماضي•• حيث عمدت الوزارة بفعل القلاقل المتصلة بالإصلاح إلى حذف جزء من البرامج•• بل وتحديد حتى الموضوعات التي سيمتحن فيها الطالب••! بكالوريا العام الماضي كانت خليطا من بكالوريا النظام القديم وبكالوريا الإصلاحات•• ولذلك جاءت النسبة عالية على غير العادة، على خلاف البكالوريا هذا العام التي كانت أولى ثمرات الإصلاح الذي طبّق منذ سنوات•• وكان الهدف منه هو رفع نسبة النجاح بواسطة تحسين التحصيل•• وهذا لم يتحقق••! أيضا بكالوريا هذا العام تزامنت امتحاناتها مع حكاية ''الهبلة'' الكروية، التي اجتاحت الجزائر مع انتصارات الفريق الوطني لكرة القدم••! أطرف ما في موضوع بكالوريا هذا العام أن المترشحين من داخل السجون كانوا أكثر حظا في النجاح••! ومعنى هذا الكلام أن إصلاح السجون أنجز بفعالية أكثر من إصلاح المدرسة••! أي أن مؤسسات إعادة التربية أصبحت أكثر نجاعة من مؤسسات التربية••! ثمة أعجوبة أخرى في بكالوريا هذا العام، وتتعلق بموضوع سيطرة المترشحين الأحرار على المراتب الأولى في معدلات النجاح في بكالوريا هذا العام، ومعنى هذا أيضا أن الإصلاح أصبح بمثابة إفساد وليس إصلاحا.. بحيث أصبح طلاب النظام القديم الذين لم ينجحوا في السابق هم من المتفوقين على النظامين اليوم••! وهذه وحدها كافية لوضع علامة استفهام كبرى على المنظومة التربوية في عهد الإصلاح الجديد؟!