يأتي ذلك في أعقاب صدور آخر التقارير من قبل المكتب الدولي للبحوث ''أوكسفورد بيزنس غروب '' الذي صنف الجزائر كأهم متعامل طاقوي مع أوروبا، حيث أقرّ بنجاح الصفقات التجارية التي أمضتها الجزائر عبر شركاتها الطاقوية مع عدد من الدول الأوروبية على غرار إسبانيا وإيطاليا، اللتان تعتبران أهم شريك تجاري يستورد الغاز الجزائري، خصوصا بعد دخول هذه الأخيرة في مشروع ''ميد غاز'' للبحر المتوسط، ويتضمن هذا المشروع الاستراتيجي ربط إسبانيابالجزائر عبر أنبوب غازي تحت البحر بطاقة تصديرية تصل إلى 8 مليار متر مكعب سنويا فضلا عن المشروع الغازي الاستراتيجي الثاني ''غالسي'' والذي سيربط إيطاليا بالجزائر بطاقة تصديرية تبلغ 8 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي، وأن نسبة تغطية السوق الإسبانية والإيطالية تصل إلى 30 بالمئة الأمر الذي جعل البلدين أفضل زبونين للجزائر على المستوى العالمي في مجال استيراد الطاقة• وعن اختيار القارة الأوروبية التعامل طاقويا مع الجزائر، فيضيف التقرير، كون ذلك سيخفف من تبعئة القارة للمحروقات الروسية، ويزيد من نشاط التصدير نحوها، بما أن الجزائر تتموقع قريبا من القارة جغرافيًا، وستحتضن مشروع القارة الإفريقية الأوروبية، من خلال ربط هذه الأخيرة بغاز نيجيريا، مرورا بالنيجر والجزائر، وبالتالي ستكون الجزائر طرفا في العملية ومتعاملا تجاريا بدخولها في النشاط التصديري بالموارد الغازية والبترولية ذات النوعية التي تتوفر عليها الجزائر، والتي ترغب فيها أوروبا، لاسيما وأن الجزائر وفيّة في تعاملاتها ولدى إبرامها الصفقات ولا تسعى للتلاعب بالآخرين، مما زاد من تعلق دول أوروبا بالنفط الجزائري، حسبما يؤكده التقرير، الذي أشار إلى دخول مشروع ميد غاز حيز التنفيذ خلال 2010، العامل الاستراتيجي الذي سيرفع من طاقات التصدير ويزيد من حصص الجزائر الطاقوية في أوروبا، ويضاف ذلك إلى مشروع التبادل الحر مع الإتحاد الأوروبي في حدود 2017، وإلغاء الرسوم الجمركية سنة 2014، في حين توصل تحليل ذي صلة بالتقرير إلى أن الاستثمارات الكبرى والمتنوعة التي دشنتها الجزائر في مجالات الاستكشاف والتنقيب والاستغلال والنقل تساعدها على التموقع كشريك ناجح ومفضل وذي أولوية لدى دول الاتحاد الأوروبي•