حذر المجلس الوطني لعمادة الأطباء، الحكومة من حدوث كارثة وطنية في حالة غياب مخطط استعجالي وقائي لفيروس أنفلونزا الخنازير، مثيرا تخوفه من عدم تمكن الجزائر، على غرار باقي الدول النامية، من الحصول على اللقاح المضاد للوباء في الوقت المناسب بسبب الاحتكار الذي تمارسه الدول الكبرى على المؤسسات الأربعة المنتجة للقاح، مما يستدعي ضرورة تفطن السلطات المعنية لذلك• ودعا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، بقات بركاني محمد، في تصريح ل''الفجر'' إلى ضرورة تشكيل لجنة تضم مختلف الوزارات والهيئات المعنية تتكفل بالحد من انتشار الوباء عبر وضع خطة وقائية مستعجلة قبل الدخول الاجتماعي الذي هو على الأبواب، والذي يتزامن موعده مع الشهور التي يحتمل فيها تزايد انتشار الوباء بشكل هائل، حسب تحذيرات منظمة الصحة العالمية• وانتقد بركاني قرار وزارة الشؤون الدينية بخصوص السماح وبشكل عادي بأداء مناسك الحج والعمرة هذه السنة، دون مرعاة مخاطر الوباء، في الوقت الذي تشدد فيه العديد من الدول في القضية، على غرار تونس وإيران، بالإضافة إلى مصر التي أقصت كل المسننين الذين تفوق أعمارهم 65 سنة• كما جدد عميد الأطباء الجزائريين تخوفه من تنامي انتشار الفيروس في أوساط الطلبة والتلاميذ تزامنا والدخول المدرسي والجامعي المقبلين، ملحا على ضرورة توجه كل من وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي إلى اعتماد مخطط من شأنه إلغاء هذا الدخول أو تأجيله إلى غاية وضوح الحالة الحقيقية للوباء، وتمكن الجزائر من الحصول على اللقاح المناسب لإخضاعهم للتلقيح المضاد للفيروس• ودعا المتحدث إلى ضرورة تكثيف الحملات الوقائية عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال، خاصة مع اقتراب موعد عيد الفطر وما يعرفه الحدث من تقاليد وأعراف، حيث يتم تبادل التهاني بين المواطنين، إما عن طريق المصافحة أو التقبيل، مؤكدا على ضرورة منع ذلك، وتوعية المواطنين على الامتثال لطرق الحفاظ على صحتهم والسعي دون انتقال الفيروس إليهم• وحول عدد الحالات التي سجلتها الجزائر إلى حد الآن والبالغة 41 إصابة، أكد بركاني محمد أن أغلبيتها خضعت للعلاج وتم شفاؤها بواسطة الدواء ''طامفلو''، غير أن هذا الأخير قد يكون غير مجد في حالات كثيرة، مما يفتح الأبواب على حد قوله لتسجيل وفيات في أوساط المواطنين، إذا ما لم تتخذ السلطات المعنية احتياطاتها الوقائية، مشيرا إلى المسنين والمرضى المزمنين كمرضى السكري مثلا• ونبه عميد الأطباء الجزائريين الحكومة إلى خطر عدم تمكن الجزائر من الحصول على اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير في الوقت المحدد، ولدى إتمام إنجازه من طرف الأربع المؤسسات المنتجة في نهاية شهر سبتمبر بالتحديد، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى احتكار أمريكا وانجلترا وباقي دول أوربا فرص الحصول عليه قبل باقي الدول الأخرى، خاصة النامية منها، باعتبار أن هذه المؤسسات تابعة لها• وموازاة مع ذلك، وسعيا للحصول على اللقاح قبل فوات الأوان، دعا بركاني إلى اللجوء إلى ممارسة الضغط على هذه المؤسسات، لاقتناء المنتوج في الوقت المحدد، خاصة وأن الجزائر تعتبر زبونا مهما لهذه المؤسسات الكبرى، حيث تقتني منها سنويا ما مقداره 7,1 مليون دولار من الأدوية•