تعرف الآونة الأخيرة ظاهرة اقشعرت لها الأبدان وهي المجاهرة بالإفطار علنا في الشوارع والأماكن العمومية، حيث أصبح العديد من الناس، خاصة الشباب، ينتهكون حرمة الصيام بالأكل والشرب بكل بساطة أمام الملأ، وكأن شهر رمضان شهر عادي كأغلبية شهور السنة· وفي هذا الصدد تقول (أ· م) طالبة جامعية ''إن أول مرة رأيت فيها شخصا يفطر جهارا في رمضان كانت زميلتي في الغرفة بإحدى الإقامات الجامعية'' وتضيف المتحدثة أنها حاولت استفسار الأمر من المعنية فأخبرتها بأنه من غير المنطقي أن تعرض نفسها للعطش والجوع نهارا كاملا· وفي حديثنا مع المحامي خبابة عمر، قال إنه ''لا توجد مادة صريحة في قانون العقوبات تعاقب المفطر علنا أمام الناس، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بالاعتداء على الحريات أو يمس بالدين والشريعة، هناك من يدرج الإقدام على الإفطار في رمضان تحت عنوان ''الاستهزاء بالمعلوم من الدين بالضرورة'' أو''الاستهزاء بشعيرة من شعائر الإسلام''، وعلى ضوء ذلك يمكن معاقبة الشخص طبقا لنص المادة 144 مكرر2 التي تعاقب ''من استهزأ بشعيرة من شعائر الإسلام بالحبس من 3 سنوات إلى 5 سنوات، وبغرامة مالية تقدرب50 ألف إلى 100 ألف دينار جزائري''· وفي نفس السياق كشف المحامي عمارة نورالدين، أنه لا وجود لنص قانوني صريح يعاقب من خلاله من ينتهك حرمة الصيام في القانون المدني· على عكس ذلك في القانون العسكري يعاقب من يفطر علنا أمام الناس، إلا أنه يمكن للقاضي عن طريق السلطة التقديرية معاقبة المجاهر بالإفطار وإصدار الحكم عليه· من جهته أوضح الأستاذ عبد الكريم ليشاني، إمام وأستاذ معتمد ورئيس مكتب الثقافة والإعلام بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الجزائر أن المجاهرة بالإفطار فيها نوع من التبجح والافتخار بالمعصية وهذه وقاحة عظيمة وقلة حياء، فهذا العاصي المجاهر لم يستح من الله سبحانه وتعالى ولم يستح من الناس، وهذا جهل وسخرية واستهزاء بهذه الشعيرة، والأمر خطير وعظيم· فالمجاهرة بالإفطار في رمضان من أكبر الكبائر، كما أنها مجاهرة بالمعصية، وجرح مشاعر الصائمين، وتشجيع ضعفاء النفوس على الاقتداء به·