أيام معدودات تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، ورغم أن هذه السنة دقت العظم من ميزانيات العائلات الميسورة قبل الفقيرة، حيث جاءت مصاريفها متتالية جمعت بين مصاريف شهر رمضان وغلاء الأدوات المدرسية، وتكللت أخيرا بدفع فواتير الكهرباء والغاز، إلا أن العائلات إختارت وجهتها كالمعتاد كل حسب قدرته الشرائية لاقتناء كسوة العيد لأبنائها· ففي ولاية سيدي بلعباس يلحظ المتجول بالمحلات التجارية الخاصة بيع ملابس الأطفال بوسط المدينة لهيب الأسعار، وما يلفت الإنتباه هو تلك اللافتات التي يكتب عليها عبارة تخفيضات بنسب مغرية تصل إلى 55% لكنها لا تكسب ثقة المواطن كون الأسعار تبقى ملتهبة رغم وجودها، وقد ترواح هذه السنة سعر الطاقم الطفولي للإناث ما بين 3000 دج إلى 7500دج، نفس الأسعار تمس الملابس الذكورية· وقد أرجع الباعة هذه الأسعار إلى جودة السلع القادمة معظمها من تركيا وفرنسا، مما دفع بالعديد من الأولياء إلى التوجه إلى أسواق الدلالة والأسواق الأسبوعية ومن ذلك للسوق المعرف بسوق الجمعة، والذي شهد إقبالا منقطع النظير· المواطنون أكدوا على إيجاد ضالتهم وبأسعار معقولة تلائم قدرتهم الشرائية وتدخل الفرحة على أبنائهم على الرغم من أنها ملابس من الدرجة الثانية· وعند سؤالنا عن مصدر هذه الملابس صرح أحد الباعة أنها مقتناة من سوق سيدي الخطاب الشهير، وعلى الأرجح هي ملابس سورية الصنع وبعضها محلي الصنع، وهي تشهد إقبالا كبيرا لمحدودي الدخل من المواطنين· أما العائلات الضعيفة الدخل بالولاية فهي تلجأ وككل مناسبة إلى سوق الألبسة المستعملة أو سوق ''البالة'' كما يطلق عليه العام والخاص، هذا المصطلح الذي دخل قاموس الممارسات التجارية من بابه الواسع حيث فرض نفسه بشدة بعد تدني القدرة الشرائية، وهو الآن يستقطب الكثير من الزبائن إذ يوفر مختلف المنتوجات التي يحتاجها المواطن بأسعار معقولة، حيث يصادف العديد من الزبائن ماركات عالمية تشجعه على اقتناء المزيد، فضلا عن ميزة الملابس المستعملة في مواكبة الموضة· هذا وتعمد العائلات بعد اقتناء هذه الملابس إلى غسلها وكيها بطريقة جيدة لتظهر جديدة ولائقة بأبنائهم يوم عيد الفطر المبارك·