ذكرت الدبلوماسية الأمريكية، ماري ييتس، أن دور القيادة العسكرية الأميركية ''أفريكوم'' سيكون بمثابة علاقة أمنية مستديمة، وأن العلاقات الأمنية والعسكرية الأمريكية على مستوى القارة كانت قبل تشكيل القيادة العسكرية الخاصة بإفريقيا علاقات عرضية، وقالت ''لم نكن موجودين هناك بشكل متواصل'' وأوضحت المسؤولة الأمريكية ماري بيتس، التي تشغل منصب نائب قائد ''أفريكوم'' للأنشطة العسكرية المدنية في تصريحات صحفية بواشنطن، أن إدارة أوباما تأمل أن تتمكن من الحصول على ما يكفي من الموارد التي ترفع من تعاونها مع الدول الإفريقية وتجعلها شريكا مهما، وأن هدف الحكومة الأمريكية بكامل هيئاتها يبقى تحقيق السلم والرفاهية في قارة أفريقيا• وقالت المتحدثة ''وجدنا تجاوبا وانفتاحا عظيمين مع هذا النهج''، وأن النهج الذي تتبعه القيادة، التي تم تشكيلها في 01 أكتوبر 2008 يتمثل في بناء القدرات الأمنية للشركاء الأفارقة في مواجهة تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وتعزيز العلاقات الإستراتيجية للرفع من تقدم الأفارقة وتنمية ظروف معيشتهم، وذلك من خلال القيام بالأنشطة المدنية والعسكرية التي تعزز الاستقرار وتوفير الاستجابة للأزمات المتوقعة، مؤكدة أنه من خلال التركيز على إفريقيا، سيكون من الممكن إقامة شراكات فعالة وعملية• وقد انبثقت القيادة الأميركية الخاصة بإفريقيا عن القيادة الأميركية في أوروبا التي كانت تضطلع بالمسؤولية عن 92 بلدا في أوروبا وإفريقيا، وتركز القيادة العسكرية المتواجدة بمدينة شتوتغارت الألمانية اهتمامها كلية على إفريقيا، ومن المنتظر أن تقيم قواعدها في دولة جيبوتي للتقرب أكثر من أهدافها، حسب ما ذكرته نائب كاتب الدولة للدفاع الأمريكية، فيكي هودليستون، خلال زيارتها للجزائر الأسبوع الماضي• وأشارت الدبلوماسية الأمريكية ماري ييتس، من واشنطن إلى طلبات القوات المسلحة الإفريقية بعد الزيارات والاتصالات المتكررة لمختلف المسؤولين الأمريكيين لدول في إفريقيا، في إطار توضيح وشرح هدف وعمل القيادة العسكرية ''أفريكوم'' بغرض تبديد المخاوف التي أبدتها عدة دول وكذا مواجهة رفض أخرى إقامتها في منطقة الساحل وفي مقدمتها الجزائر، موضحة أن الدول الإفريقية تريد شراكة تعتمد على رفع قدرات قواتها العسكرية، وتعزيز المؤسسات الأمنية الخاصة بها، دون التدخل في مهامها ودون مشاركة عسكرية في عمليات على أراضيها أو ضد مواطنيها، مع دعوتها إلى مشاركة فعالة في دعم جهود السلام الدولية ومهمات حفظ السلام وفق لوائح الاتحاد الإفريقي• وحاولت المسؤولة الأمريكية، في حديثها، الربط بين التدخل العسكري المرفوض والتعاون الإنساني والتنمية، حين ذكرت أنه بالإضافة إلى التعاون العسكري، هناك التعاون المدني الموسع الذي يتم من خلال القيادة العسكرية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارتي الخارجية والمالية، وقالت ''إننا نعمل مع القوات المسلحة في إطار برامج التعاون الأمني حتى يتسنى تخصيص المساعدات الإنسانية بصورة أكثر فعالية''•