قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية، إنها مصرة على إقامة قيادة عسكرية لها خاصة بإفريقيا، برغم الرفض الرسمي المعلن من طرف الاتحاد الإفريقي وأكبر دول القارة لأي تواجد عسكري أمريكي فيها، وأقرت عضو فريق التخطيط والتنفيذ الخاص بأفريكوم، الدبلوماسية كلوديا أنياسو، أن المشروع يلقى معارضة، لكنها قالت إن "لا شيء يحدث على وجه السرعة في إفريقيا، فالالتزام والمثابرة ضروريان والولاياتالمتحدة تفهم أن الأعمال والبرامج لها وقع أكبر من الكلام". وأضافت: "العلاقات الشخصية ذات أهمية حاسمة في إفريقيا.. نحن نتحدث عن التزامات بعيدة المدى"، ما يفهم منه أن واشنطن تبحث عن ربط علاقات شخصية مباشرة مع صناع القرار الأفارقة وتراهن قبل ذلك على تغيير متدرج لموقف المجموعة الإفريقية حيال برامجها العسكرية من خلال التأثير على المسؤولين السياسيين والعسكريين في دولها.وقالت أنياسو، وهي مديرة مكتب الدبلوماسية العامة والشؤون العامة لإفريقيا في وزارة الخارجية الأمريكية، إن قيادة إفريقيا التابعة للبنتاغون والتي تعرف باختصار ب"أفريكوم" هي بمثابة "تاريخ يسطر" وشأنها شأن إنشاء مكتب شؤون افريقيا في الوزارة قبل 50 عاما، فإن القيادة خطوة حيوية في العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا باتت أوثق وأمتن مما كانت عليه في أي وقت مضى.وكشفت أنياسو عن قرار الإدارة الأمريكية دمج عدد كبير من الموظفين والعاملين في هيئات أخرى للحكومة الأمريكية في بنية قيادة أفريكوم، ضمن ما تسميه "دورا موسعا ينسق كل التدخلات والبرامج الحكومية" ومن بين الموظفين المدمجين مسؤولون سابقون في وزارة الخارجية، ستسند إليهم مهمة توجيه البرامج والخطط العسكرية -المدنية للقيادة الجديدة مع التأكيد على جعل نشاط أفريكوم يستقيم مع نشاطات هيئات أخرى للحكومة الأمريكية، وبذلك ستصبح النشاطات الدبلوماسية والبرامج الاقتصادية الموجهة لإفريقيا تقرر وتنفذ على مستوى افريكوم، وهي خطوة تقود على تعميق عسكرة الجهاز الدبلوماسي الأمريكي في القارة السمراء، بحسب ما أشار إليه تقرير سابق للكونغرس الأمريكي، وتوجد لأمريكا في افريقيا، 44 سفارة وأربع قنصليات. وجاء في كلمة المسؤولة الأمريكية: "بعد خمسين عاما بدأت وزارة الدفاع بالتسليم بالأهمية الاستراتيجية لإفريقيا من خلال إنشاء قيادة عسكرية مكرّسة خصيصا لاحتياجات إفريقيا الأمنية".