يعترف المدافع الدولي السابق في حواره مع جريدة ''الفجر'' بأن منتخب مصر كان قويا والدليل على ذلك سجله الحافل بالألقاب في السنوات الأخيرة• لكن في المقابل يرى بأن الفترة الحالية هي للجزائر التي لديها كل المؤهلات للذهاب إلى المونديال• بالنظر مشوارها الناجح في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا ومونديال .2010 ماذا تقول عن مسيرة ''الخضر'' في التصفيات الإفريقية 2010؟ مشوار المنتخب الوطني كان رائعا من جميع النواحي ويصعب على أي كان أن يقول عكس ذلك، فمنتخبنا لم ينهزم وأكثر من ذلك فحتى من ناحية الأداء جعلنا نحس بأننا نملك منتخبا حقيقيا يضم مجموعة من الموهوبين والمحترفين بالأقدام وحتى الذهنيات• ماذا تقصد بالاحتراف على مستوى الذهنيات؟ أقصد أن منتخبنا أصبح لديه شخصية وهيبة لكونه مشكّل من مجموعة محترفين تعلّموا الكرة على أسس صحيحة وهذا ما افتقدناه منذ مدة طويلة وعاد بالفائدة علينا خاصة على مستوى النتائج خارج الديار وحتى داخل الديار لم يقصّروا ومباراة رواندا خير دليل على ما أقول••• لكن منتخبنا ضيّع الضربة القاضية وحسم تأشيرة التأهل ضد رواندا•••ما ردك؟ قد يكون ذلك صحيحا لكوننا ضيّعنا بالفعل فوزا ثقيلا كان في متناولنا ضد خصم كان يهرّج أكثر مما كان يلعب، لكننا حققنا الأهم وهو الفوز رغم أنف الحكم الذي أجمع بشأنه كل من تابع المباراة بأنه كان خارج مجال التغطية• لو كنت مكان عنتر يحيى في مباراة رواندا تسجل هدفا ويُرفض كيف تتوقع رد فعلك؟ لا أخفي عليكم كنت سأحتج بعصبية وممكن جدا أن أحصل على بطاقة• لكن ما شاهدناه من عناصر منتخبنا كان قمة في احترافية الذهنيات••• كيف ذلك•••؟ رغم السيناريو الغريب للمباراة وتلقينا لهدف من منافس لم يسبق له وأن سجل وأمام تحكيم كارثي لذلك الغيني الذي أدار المباراة، إلا أن عناصرنا عرفت كيف تحافظ على برودة أعصابها ولم تحتتج على قرار الحكم وهذه الميزة لا نجدها سوى في الفرق الكبيرة••• نفهم من كلامك أن منتخبنا وصل إلى مصاف الكبار؟ هذا أمر مؤكد والفضل هنا يرجع للاعبين، فالعقلية السائدة في المنتخب تغيّرت نحو الأحسن وهذا ما زاد من تفاؤلي وجعلني أجزم بأن لا خوف على ''الخضر'' مع هؤلاء• لكن هل يمكن أن لا نخاف ونحن سنلعب مباراة مصيرية في مصر؟ المصريون هم الذين يخافوننا وليس نحن، لأننا بكل بساطة أحسن منهم في كل شيء خاصة في هذه التصفيات• ورغم كل ما يقال من جهتهم فهي لا تعدو أن تكون مجرد زوبعة في فنجان، ومهما فعلوا فكل شيء سيحسم فوق الميدان• لكن ألا ترى بأن الكواليس قد تفعل فعلتها خاصة بعد الحرب الإعلامية القذرة؟ أعرف جيدا الفراعنة فهم يبالغون دوما في أطروحاتهم، لكن هذا الأمر لا ينطبق عليهم كلهم بل جزءا منهم فقط، ولهذا فأنا متفائل لثقتي الكبيرة في أشبال سعدان القادرين على أداء مباراة كبيرة في مصر لعدة أسباب••• هل لك أن تذكر لنا أهمها؟ أول سبب الحرب الإعلامية وما يكتب في جرائدهم أو يبث على قنواتهم نسمعه نحن في الجزائر ونتأثر ونبحث عن الرد وما شابه ذلك، لكني متأكد في نفس الوقت أن صنّاع الحدث وأعني بهم محترفينا غير مكترثين تماما لما يقومون به لكونهم منتشرين في أوروبا ويعملون وفق أسس احترافية مع أنديتهم ولا وقت لديهم لسماع المصريين، فلا أعتقد أن مطمور أو زياني•••وغيرهما منشغلون بما يقوله زيد أو عمرو من المصريين وهذا هو الأهم وهذا أيضا ما قد يصنع الفارق في موقعة 14 نوفمبر القادمة، فكلامهم لن يقدم ولن يؤخر• هي دعوة للتفاؤل إذن•••؟ فريقنا كان أحسن من مصر في كامل التصفيات وسيكون كذلك في آخرها وسيفرض منطقه الذي سمح له بكسب 4 مواجهات متتالية وهذا ما عجز المنتخب المصري عن تحقيقه••• لكن مصر تتغنى ببطولتي إفريقيا وتقول إن فريقها سيصعد؟ دعهم يقولون ما شاءوا، وحسب وجهة نظري فمصر كان لها منتخب قوي أدى دوره وظفر بكأسين إفريقيتين وانتهى وإن شاء الله سنمضي على شهادة وفاة هذا المنتخب بعقر داره لأن اليوم جاء دورنا نحن لنعود لأكبر التظاهرات الكروية على وجه الأرض بعد ربع قرن من الغياب• لو طلبنا منك كتابة تيليكس لسعدان•••ماذا ستقول له فيه؟ الجزائر كلها معك• الضغط المصري لا يخفى عليكم• لكن كل شيء سينتهي بمجرد دخول اللاعبين إلى الميدان وقد كنتم الأحسن وأسعدتمونا• نحن في انتظار الفرحة الأكبر التي هي في متناولنا• ماذا تتذكّر من مواجهاتك السابقة مع الفراعنة؟ لعبت ضد المنتخب المصري مرتين الأولى في ''كان ''1980 بنيجيريا والثانية عام 1984 لحساب تصفيات أولمبياد لوس أنجلس وفزنا في الأولى وتعادلنا في الثانية بملعب 5 جويلية ويومها تعرضت لإصابة حرمتني من المشاركة في لقاء العودة، لكن لي ذكرى لم ولن أنساها ويجب التوقف عندها••• ما هي؟ في نهائيات كأس إفريقيا بنيجيريا 1980 قابلنا مصر في الدور نصف النهائي ولعبنا مواجهة قوية جدا انتهت بالتعادل بوقع هدفين في كل شبكة وتفوقنا عليهم بركلات الترجيح بأيبادان وبعدها كان علينا التنقل للعاصمة لاغوس للعب النهائي ونفس الشيء بالنسبة لمصر للعب المباراة الترتيبية الخاصة بالمركز الثالث• وحتى يضغط علينا البلد المضيف قبل مواجهتنا له في النهائي لم نجد أي فندق لنقيم فيه وفي غمرة بحثنا كان التعب قد نال من الجميع، أبدى المنتخب المصري استعدادا لكي يخرج من الفندق الذي يقيم فيه وتركه لنا وهي صورة تضامنية أكثر من رائعة تؤكد أخوة الطرفين التي سبقها ماض ثوري مجيد مما يجعل العلاقات أكبر بكثير من مباراة في كرة القدم• هل من كلمة أخيرة؟ إحساسي يقول لي بأن فريقنا سيفتح صفحة جديدة في تاريخ مواجهاته مع مصر وسيعود بالتأهل وكل الجزائر ستغرق في أكبر فرحة يوم 14 نوفمبر القادم.