يرى الدولي والمدرب الجزائري السابق، علي فرفاني، أن حظوظ المنتخب الوطني قائمة في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، بصفته متصدرا للمجموعة الثالثة، وبفارق الأهداف عن المنتخب المصري· وأشار فرفاني في حوار ل''الفجر'' بأن ثقته كبيرة في رابح سعدان ولاعبيه، معتبرا بأن سر قوة ''الخضر'' يكمن في التمسك في الأعصاب· مرحبا ''شيخ'' كيف الحال؟ الحمد لله أنا بخير شكرا· لقد اقترب موعد الحسم، ولا حديث سوى عن لقاء القاهرة، لذلك فإن ''الخضر'' أمام مهمة إسعاد الجماهير الجزائرية التي عاشت طعم التصفيات بحلوها ومرها، ما رأيك؟ لا أخفي عنك بأن المهمة ستكون صعبة، خاصة ونحن سنواجه خصما قويا مثل المنتخب المصري في مباراة فاصلة، ستعلن المتأهل إلى أكبر تظاهرة كروية في العالم· إلا أنني أرى بأن ''الخضر'' أوفر حظا لبلوغ المونديال، وبالنظر إلى المعطيات التي بحوزة سعدان ولاعبيه، فوجودنا في الصدارة وبفارق الأهداف يضعنا في رواق أحسن ويضاعف من معنوياتنا للوقوف في وجه الفراعنة بملعبهم· كما أن تطور اللاعب الجزائري ووصوله إلى هذا الحد من الاحترافية، يعفيه من الدخول في أي متاهات، ويمنحه فرصة ليكون في أحسن حال للعب مباراة من هذا المستوى وفي هذا الوقت الحساس بالذات· يبدو أن وراء ثقتك هذه سر، فهلا أوضحت لنا ذلك؟ أنا شخصيا وبحكم تجربتي سواء كلاعب أو كمدرب، أعتبر بأن الجانب النفسي أصبح له وزن كبير عند اللاعب في الوقت الراهن، خاصة في مثل هذه المناسبات الحاسمة· لذلك أرى بأن ظهور رفقاء صايفي بمثل تلك الأعصاب الباردة في مباراة روندا، يجعلني أكثر راحة وطمأنينة في لقاء القاهرة· بمعنى أن صبر اللاعبين، رغم القسوة المفرطة للحكم الغيني ونية المنتخب الرواندي التي كانت تهدف إلى اللعب على الأعصاب منذ البداية، سيجعلهم يلعبون بأكثر حرية أمام الفراعنة، لأن الضغط الأكبر سيكون منصبا على أبناء المدرب شحاتة· كيف ذلك؟ وجود لاعبينا في راحة سيمنحهم فرصة لشن هجوماتهم من البداية والبحث عن الهدف من الوهلة الأولى، لأنه في حال وصولنا إلى مرمى الحضري، فإن كل أوراق شحاتة ستختلط، كما أن المباراة ستعرف شكلا آخر، لأنها ستخدم المنتخب الوطني أكثر· وأظن أن الضغط بعدها سيمارس على المصريين من أجل التسجيل، وتلك هي فرصتنا للسيطرة على أجواء اللقاء· على كل اللقاء سيفصل في هوية المتأهل للمونديال، لكن خبر إصابة مغني وبوفرة قد يؤثر سلبا على معنويات ''الخضر''، خاصة أن الاثنين سيركنان للراحة مدة أسبوعين على الأقل، ماذا تقول؟ كنت أود قول ذلك قبل الحديث عن مباراة القاهرة· ما قلته صحيح، لأن الهاجس الأكبر الذي قد يؤثر سلبا على أي منتخب هي الإصابات، خاصة إذا مست لاعبين أساسيين مثل بوفرة ومغني، لذلك أنا آمل أن يعودا بسرعة، لأن ذلك لا يخدم المنتخب الوطني ولا سعدان الذي قد يقع في مشكل عويص لإيجاد البديل، لاسيما أن الموعد اقترب، لذلك آمل شفاء لاعبينا، لأن المنتخب الوطني بحاجة ماسة إلى خدماتهما في لقاء الفراعنة· واجهنا المصريين في مناسبات عديدة، وهاهو الآن سيناريو 89 يتكرر، لكن ليس بنفس المعطيات على ما أظن، فما هو الفرق حسب رأيك؟ بالطبع، لقد تغيّر الحال، فمستوى المنتخب الوطني تطوّر مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، لذلك يمكن القول بأننا أصبحنا نضاهي المصريين ولدينا نفس الحظوظ أو أكثر في الحلم بالمونديال· أما عن الفرق بين مباراة 1989 والتي فصلت لصالح الفراعنة بهدف دون رد، وبين مباراة 14 نوفمبر، نجد أن الجزائر مرشحة للتأهل، لأن بحوزتها زاد يكفيها لضمان التأهل إذا أرادت ذلك· فالحسابات ترشح ''الخضر'' لبلوغ بلاد مانديلا، لكن ذلك يتوقف على إرادة اللاعبين في تحقيق هذا الحلم، الذي غاب عنا منذ سنة .1986 لكن إذا عدنا إلى مستوى المنتخب الوطني في سنوات الثمانينيات فأنا أعتبر تلك الأوقات من بين أهم الفترات التي مر بها ''الخضر''· أما عن هزيمة 84 و89 فلا يمكن لنا إعادتها لضعف الفريق حينها، لكن المصريين كانوا أيضا أقوياء في تلك الفترة، أو ببساطة هناك طابع خاص لمبارياتنا أمام المصريين· لقد تابعت طريقة لعب المنتخب في المباريات السابقة من التصفيات، وبصفتك تقني كيف تفكر في الطريقة التي قد ينتهجها سعدان في لقاء القاهرة؟ أنا لا أريد التدخل في خطة سعدان والطريقة التي عليه انتهاجها في مباراة مصر· وإنما أود القول بأن على سعدان ولاعبيه التحلي بالتركيز والتفكير من البداية في الطريق المؤدي إلى شباك الحضري خلال العشرين دقيقة الأولى، لأن ذلك حتما سيغير مجرى اللقاء، إذ أن ''الخضر'' سيلعبون بعد ذلك بكل حرية وارتياح· كما لا أرى بأن سعدان سيعتمد على الخطة الدفاعية، في وقت أن احترافية لاعبينا تدعوهم للعب بشكل عادي، بالرغم من وجودهم بملعب القاهرة، دون أن أنسى بأن الكرات الثابتة هي حل من الحلول التي قد توصل ''الخضر'' لشباك الحضري· وماذا عن المنتخب المصري؟ أنا أعلم بأن منتخب مصر يملك حارسا قويا له وزنه في الفريق، إلى جانب دفاعه المتماسك، وهو الأمر الذي يجب على سعدان وضعه في الحسبان، لكنه ومع ذلك سرّنا نحن أيضا يكمن في الأجنحة، لذلك سنسعى لإرباك والضغط على المدافعين من البداية، كما لا ننسى أن غياب المدافع المحوري وائل جمعة سيخدمنا أكثر· الكل يعيش الحدث، لكن هناك بعض التجاوزات أو ما يعرف بالحرب الإعلامية بين المصريين والجزائريين، كيف تعلق على ذلك؟ لا تعليق لدي·· ! لكن يجب أن نتفادى الخوض في مثل هذه المتاهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فالبرغم من أن لكل جزائري أو مصري الحرية في الطريقة التي يشجع بها منتخب بلاده، إلا أن كرة القدم تبقى مجرد لعبة فقط·