أشرع في رسالتي بالسلام إلى شعب مصر لأنني متحضرة ومهذبة• أما فيما يخص الحصة نفسها فإني أشكر السيد حمدي رزق ضيف الحصة الذي كان متزنا، ناضجا مترفعا عن هتافات بعض الصحف هنا وهناك (في مصر والجزائر) التي زادت الطين بلة• كما أتقدم كذلك بالشكر إلى الفنان القدير السيد المحترم فاروق الفيشاوي الذي أبرز بجدارة روح الفنان الحقيقي في أدبه ورقته ونادى باللحمة والقومية والأخوة، وهذا الشكر حتى أعطي كل ذي حق حقه• أما فيما يخص الممثلين الآخرين ولا أقول الفنانين، حتى المتعلمين منهم، فقد هزوا صورتهم ليس في بلادنا فقط إنما في العالم كله، دعوة إلى المقاطعة وألفاظ غليظة•• أين ''رسائكم الفنية'' التي تنادون بها في كل أعمالكم ''اللي يحب ما بيعرفش يكره'' بلغتكم المحلية ربما تمثيل فقط• وما كان أسخف من هذا هو رد الهدايا التي كانت قد منحت في ظروف أخرى، هذا ما تسمونه ''لعب عيال'' ونصيحة للمثل أشرف زكي هذه الآية الكريمة بعد بسم الله الرحمن الرحيم ''وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم'' البهتان طبعا الذي اتهم به أمة جمعاء بالركود وراء فرنسا وأوربا، ''خلي عندك شوية دم'' لو كنا كذلك لما قمنا بعدة مقاومات ثم بالثورة المظفرة (سنة 1954م) وإذا فرضنا أن الأمر كذلك فإنكم ركدتم وراء اليهود عليهم اللعنة• أما مدير صحيفة الأهرام سابقا ''أشرف عشري'' فأقول له اتق الله في نفسك، كيف صبرت في الجزائر حوالي أربع سنين لو لم تجد صدرا حنونا وترحابا كريما• أما فيما يخص مقدم البرنامج خيري رمضان والسخيف الذي كان معه وينادي بالقطيعة، فاعلما أنكما كنتما أسوأ ممثلين لدولتكما، شتم وعبارات قذرة وسخرية على الهواء لبلد كان ولا يزال (لأنه بلد شهم، وكبير بمواقفه وشعبه الأبي وأخلاقه العالية) يفتح لكم ذراعيه ويستقبلكم بحفاوة لا مثيل لها• إنكما أغبياء شحنتما بعض الجهات المغرضة المتعصبة واستعملتكما، أصبحتما أداة في أيديها، أغبياء مرة أخرى لأنكما لم تخدما بلدكما• كما حرفتما الحقيقة، من البادئ؟ أنتم الذين أذكيتم نار الفتنة فقذفتم الحجارة على الحافلة التي تقلّ اللاعبين الجزائريين في قلب بلدكم إذ كانوا ضيوفا عليها• أهذا هو ''ادخلوا مصر آمنين''؟ إذا كانت بيوتكم من زجاج فلا تقذفوا الناس بالحجر• آخر رسالة أبلغها إلى قناة ''المصرية'' ليست هذه هي حرية التعبير وليست هذه هي الشجاعة، إنما هي لا وعي، وتصعيد الشحناء والبغضاء وإذكاء نار الفتنة التي لا تخدم لا الشعبين ولا البلدين، إنما تخدم من له مصلحة في ذلك• فحذار من الانزلاق، وابقوا في حجمكم ولا تتعدوا الخطوط الحمراء، واتركوا لكلٍّ عمله من السياسيين والدبلوماسيين فهم أدرى بهذه الأمور• ولأني من بلد كبير ومهذبة ومتحضرة، أنهي كتابي هذا يا أخي خيري رمضان بالسلام إلى مصر والجزائر• (على فكرة واخذ بالك حتى اسمنا واحد: رمضان، فنحن إخوة شئتم أم أبيتم)•