"الجزائر بلد المليون شهيد، ولبنان بلد الشعب الشهيد"، كان هذا ملخص الفنانة ماجدة الرومي للوضع في لبنان، ماجدة التي لم تقاطع الجزائر وغنت بها أيام العشرية السوداء، عادت، أول أمس، كحمامة سلام، متحدية ألمها، رافضة أن يكون للفنان أي انتماء سياسي، وكانت رسالتها من الجزائر حوار مع الجيل الجديد بأداء أغنية "الشمعة" اليوم وبجديد فني وسينمائي. لم تستطع، أول أمس، الفنانة ماجدة الرومي تمالك نفسها امام إلحاح بعض الصحفيين عن موقفها مما يجري في لبنان لتكتفي بالكشف عن موقفها كفنانة تدعو إلى السلام، حيث أكدت أكثر من مرة في نفس اللقاء عن موقفها الحيادي و انه لا انتماء سياسي لديها بل و كانت نصيحتها لكل فنان، واضعة بذلك الحد الفاصل بين الفن والسياسة. وبنفس الذكاء، أبانت عن موقفها من وديع الصافي والفنانة فيروز فيما يخص دعوتهما للمشاركة في احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة العربية"، مؤكدة أن كل فنان حر، مع الإشارة الى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما ستقدمه هذه المشاركة الى لبنان، هذا الأخير جاهدت ماجدة نفسها كثيرا وهي تخفي دموعها وكانت الكلمات تخرج بصعوبة وهي تتحدث عنه وكم ألمتها كلمة أحد المتدخلين عندما قال "لبنان بدون رئيس، فلمن ستغني ماجدة سيدي الرئيس". وفيما يخص حفلها اليوم، أكدت ماجدة أنها أول مرة تصعد الركح رفقة فنانين شباب كما عبّرت عن فرحتها وهي ترى الجزائر تتحدى الصِّعاب لتجدها في كل مرة شامخة وواقفة، وأنها ستؤدي أغنية "الشمعة " مع طلبة ألحان وشباب متحدية صعوبة اللهجة الجزائرية -حسبها-. هذا وكشفت عن زيارة الى القاهرة في 10 مارس لتدارس المشروع السينمائي الذي لم ير النور بعد وفاة الفنان المصري أحمد زكي وأيضا للتحضير لألبومها الجديد الذي سيتضمن عملا آخر مع الاستاذ ملحم سيكون على شاكلة "اعتزلت الغرام". كما أشادت ببرنامج الواقع "ستار أكاديمي" وبالأصوات الجديدة التي نصحتها ألا تقع في فخ التجارية والفن الهابط. لم تنف ماجدة الرومي تأثير الوضع في لبنان على الساحة الفنية وفتحت النار على الاغنية التجارية التي طغت مؤخرا على المشهد الفني اللبناني والعربي، معتبرة الفنانة نانسي عجرم استثناء بل ووصفتها "بالرائعة". أخذ الوضع السياسي في لبنان حصة الأسد من عمر الندوة الصحفية التي احتضنها فندق الشيراطون، أول أمس، وعبرت ماجدة الرومي بمرارة عن الراهن اللبناني قائلة بكل ألم "الجزائر بلد المليون شهيد ولبنان بلد الشعب الشهيد"، كما لم تتوقف عن شكر الجزائر التي اعتبرتها دائما بلدها الثاني بعد لبنان، كما اعتبرت محبة الجمهور الجزائري لها رأس مالها الحقيقي وأحد أهم دوافعها للمواصلة والمُضي قدما.