بعد مرور نحو 20 يوما على عمليات التخريب التي طالت شركة ''أوراسكوم تيليكوم'' الجزائر، وتقدير حجم الخسائر الناجمة عن ذلك بحوالي 70 مليون دولار، تصر الشركة على خدمة 14 مليون زبون مشترك ضمن خطيها ''جيزي'' و''ألو'' وتقدم خدماتها اليومية، رغم أن مبنى الشركة قد تعرض للتخريب بمختلف مكاتبه وما كان بها من أجهزة وعتاد، حسبما لاحظناه خلال زيارتنا التي قادتنا إليها أول أمس• ''من يعتقد بأن جيزي قدمت لتحول أرباحها نحو الخارج فقط، فقد أخطأ''، ''جيزي شركة جزائرية تملك 14 مليون زبون، استثماراتها وطنية 100 بالمئة''، ''ما حصل لجيزي يؤكد ريادتها الوطنية، وتمسك زبائنها بها يُبينه استمرارية النشاط اليومي فيها''، بهذه العبارات استقبلنا موظفو شركة ''جيزي'' بمبنى المقر العام لإدارة الشركة، بالدار البيضاء، بالعاصمة، مؤكدين إصرار الشركة تقديم خدماتها المعهودة لزبائنها، مع التحضير لعروض جديدة قريبا، متفائلين خيرا رغم حدث ما حدث قبل حوالي 20 يوما من الآن، حين تعرضت الشركة لعمليات تخريب وسطو، أتت على المقر العام، وحوالي 8 وكالات بالعاصمة، وأكثر من 20 وكالة على مستوى التراب الوطني، خلفت خسائر تقدّر بالملايير حسب عمال الشركة، لاسيما بمخازن براقي والرغاية• وقد أحصت الشركة، حسب خبراء الاتصال، زهاء 70 مليون دولار كحجم للخسائر، فضلا عن سرقة عتاد الإعلام الآلي، وبطاقات الشحن التي تم بيعها بأثمان تتراوح بين 100 إلى 300 دينار• بطاقات الدفع المسبق المسروقة تم توقيفها آليا لجأت شركة ''جيزي'' إلى توقيف بطاقات الدفع المسبق، التي سرقت، بطريقة آلية، بعد أيام من عمليات التخريب• كما أوقفت بطاقات الشحن بمختلف فئاتها، معتمدة على خدمة فليكسي كإجراء أولي، تجنبا لخسائر أخرى، في انتظار استكمال إجراءات الترميم والصيانة وإعادة تجهيز بعض المكاتب، بينها مكتب المدير العام للشركة، الذي تعرّض هو الآخر للتخريب، رغم تواجده بالطابق السابع، وبالتالي، فإن عمليات السرقة لم تستثن أي مكتب، عدا بعض الصور والكتب التي بقيت شاهد عيان على الحادثة• وحسب ما لاحظناه في جولتنا، فإن جزء من المبنى تعرض للحرق خارجيا، وتم تكسير وتخريب المكاتب، لدرجة أن مكتب المديرية التقنية تهدم جزء من حائطه الداخلي• ورغم ما حدث، لم تتوقف المصالح التقنية عن النشاط، وتقديم الخدمات اليومية للزبون، لاسيما ما يتعلق بمراكز النداء والاستفسارات• فتوى الأئمة تلقى صداها تسرّبت لنا معلومات خلال جولتنا، أن العديد ممن سرقوا تجهيزات الشركة أعادوها، دون ذكر طريقة ذلك• ويأتي هذا بعد أن حرّم أئمة بعض المساجد بالعاصمة الفعل الذي أقدم عليه بعض الأشخاص بسرقة عتاد الشركة، خصوصا وأنها تستثمر لمدة 8 سنوات، أي منذ 2001 ، وقد وطّنت إنتاجها، ما يعني أنها جزائرية الاستثمار، ولم تأت لتحويل الأرباح نحو الخارج، حسب العمال الجزائريين، إذ اعتبرت الخطوة إيجابية، وتُعد بمثابة تجديد الثقة بين الزبون والشركة، مما يعني استمرار خدمات ''جيزي'' و''ألو'' على طول مدة العقد الذي أبرمته الشركة مع الحكومة لفترة 15 سنة، وتجديده بما أنها حققت وثبة في مجال النقال، خصوصا وأنها قد دخلت في وقت حرج رفضت فيه شركات أخرى، منها الفرنسية، الدخول إلى سوق النقال في الجزائر• وحسب مصادرنا، فإن أوراسكوم دخلت بحوالي 137 مليون دولار، لإقامة استثمارات بلغت 5 ملايير دولار، وهذا ما يعني أنها تمكّنت من جذب 14 مليون زبون، وما حصل لها، لن يكون حجر عثرة في مسار جيزي بالجزائر، ولن تغادر الشركة البلد لهذه الأسباب، بل ستستمر في خدمة زبائنها، حسب ما أكده العمال• ''جيزي'' تنتظر تعويضات شركة التأمين وتقول مصادرنا إن الشركة الجزائرية للتأمين وإعادة التأمين ما زالت تقوم بإحصاء حجم خسائر ''أوراسكوم تيليكوم'' الجزائر حاليا، لتقديم التعويضات، فيما استندنا في أرقامنا إلى تقديرات خبراء الاتصال• وحسبهم، فإن المتعامل ''رينغ'' قد تعرّض كذلك لعمليات سطو مست الهواتف النقالة، التي وصلت في رقمها الإجمالي إلى 70 ألف هاتف نقال تمت سرقته من شركة ''جيزي'' ككل• وما لمسناه في جولتنا، التفاؤل الذي يعمل به موظفو الشركة، رغم أنهم تألموا كثيرا للحادثة، لاسيما رجال اليقظة وكذا رجال الأمن الذين حاولوا احتواء الخطر، لكن وبعد ما حدث، تحوّل مبنى الشركة إلى أطلال، لم يبق منه إلا شبكة التغطية، التي نجت من التخريب، وذلك ما يؤكده عدم توقف خطوط ''جيزي'' و''ألو'' وكذا خدمات الرسائل القصيرة ولو للحظة، رغم توقف خدمات ''الأنترنت'' ليومين بعد الحادث، لكن إدارة الشركة سارعت إلى ترميم ما يمكن ترميمه وصيانة المصلحة التقنية التي وجدناها على نشاطها المعهود وهذا في وقت قصير، إضافة إلى اقتناء عتاد جديد لتعويض ما تمت سرقته أو تخريبه• وقد وجدنا أسلاك وتجهيزات الهاتف الثابت مخربة عن آخرها، يتم نقلها خارج مبنى الإدارة العامة، التي لم تسلم حظيرتها أيضا من تكسير لبعض السيارات وحرق إحداهن• ''جيزي'' تعود تدريجيا رغم الخسائر ورغم تسجيل خسائر بملايين الدولارات، إلا أن ''جيزي'' تبقى مستمرة، حسبما صرحت به عمال الشركة، وستعود تدريجيا إلى ما كانت عليه، من أجل الحفاظ على ثقة الزبائن، رغم أن عددا منهم أقدم على تكسير شريحة خطه، سواء ''جيزي'' أو ''ألو''، إلا أن مصادرنا، تقول بأن هؤلاء الزبائن بإمكانهم استعادة الشرائح في أي وقت يريدون• وستعلن الشركة قريبا عن عروض ترويجية جديدة لفائدة زبائنها، وأن إشكاليتها مع الضرائب وكل ما يتعلق بالتعاملات التجارية سيتم حلها تدريجيا، و''جيزي'' لا تفكر في مغادرة الجزائر، كون الأمور قد عادت إلى مجراها، وما حدث سابقا، تم طيّه، تضيف مصادرنا، بما أن الشركة من صنع جزائري، دخلت برأسمال مصري لا غير، والآن هي تستثمر في الجزائر، وتعمل بسياسة توطين الإنتاج، التي تنتهجها الحكومة، لتحقيق توازن في الشراكة الاستثمارية مع المتعاملين الأجانب• المصريون يعودون إلى مناصبهم قالت مصادرنا إن عددا من موظفي ''أوراسكوم تيليكوم'' الجزائر من المصريين عادوا إلى مناصبهم بالشركة بصفة عادية، مؤكدة أن الشركة ستبقى في خدمة زبائنها في الجزائر رغم الخسائر التي تكبّدتها بعدما جرى في منتصف شهر نوفمبر الماضي، عبر وكالاتها الوطنية لمدة أربعة أيام، إلا أن إرادة العودة إلى النشاط بشكل عادي وتجديد الثقة بين الزبون والشركة أقوى من أي شيء آخر، يضيف العمال، لاسيما وأن شبكة التغطية لم تتوقّف عبر التراب الوطني، حتى خلال الأحداث، مما يدل على نجاح ''جيزي'' في تخطي العقبة ورفع شعار الاستمرار• العديد ممن سرقوا تجهيزات الشركة أعادوها، دون ذكر طريقة ذلك• ويأتي هذا بعد أن حرّم أئمة بعض المساجد بالعاصمة الفعل الذي أقدم عليه بعض الأشخاص بسرقة عتاد الشركة