دعوة حسان حطاب شجعتني على الانخراط في لجنة المصالحة وأقنعت أبو تراب بالتوبة على هامش زيارتنا لولاية غليزان، التقينا الأمير السابق في صفوف الجيش الإسلامي للإنقاذ، عبد اللطيف العرباوي، المكنى ”محمد جميل”، للحديث عمّا آل إليه الوضع الأمني بالولاية، بعد تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وهو اليوم عضو ممثل عن منطقة الغرب في اللجنة الوطنية لتدعيم ميثاق السلم.
بداية، هل لك أن تعرّفنا بك؟ نعم، أدعى عبد اللطيف العرباوي، المكنى محمد جميل، من ولاية غيلزان. التحقت بالجيش الإسلامي للإنقاذ سنة 1993 وعمري لا يتعدى 18 سنة، نظرا لقناعات غرست في ذهني، حيث تم استغلالنا لصغر سننا من أجل تحصيل مآرب شخصية. والحمد لله، استفدت من العفو الرئاسي، الذي أصدره الرئيس بوتفليقة سنة 2000، حيث قررت تطليق حياة الجبل نهائيا والعودة إلى أصلي وأهلي بالمدينة. وأنا اليوم منسق المنطقة الغربية التي تشمل كل ولايات الغرب الجزائري ضمن اللجنة الوطنية لتدعيم ميثاق السلم والمصالحة. هل لنا أن نعرف نوع النشاط الذي تقوم به في هذه المهمة؟ منذ أن تلقيت اتصالا من الأخ حسن حطاب، الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وصاحب مبادرة دعم ميثاق المصالحة، والذي دعاني للالتحاق بهذه اللجنة بناء على معرفته بنشاطي الساعي لنبذ العنف والوقوف في وجه من يبثون الرعب في أوساط الشعب، وأنا أنشط في سبيل تصحيح أفكار من بقي في الجبل وكذلك الذين كانوا في السجون، حيث تربطنا بهم اتصالات لا تنقطع في سبيل إقناعهم بترك العمل المسلح والدخول في السلم كافة. هل من نتائج ملموسة في هذا الصدد؟ نعم، فأنا على اتصال دائم مع الجماعة القليلة، التي ما زالت تنشط في المنطقة الغربية وهم يستمعون لنصائحي دائما، وأتمنى أن لا يطول بهم الأمد في الجبل، فهم متجاوبون كثيرا. وأتمنى أن تكون النتيجة إيجابية مثلما فعلت في عام 2005، حين أقنعت أمير المنطقة الغربية والمكنى ”أبو تراب” من مدينة وهران، بتطليق العمل المسلح والالتحاق بميثاق السلم والمصالحة. وأظن أن اللجنة الوطنية ستأتي بثمارها، فنحن نعمل بالتنسيق بين مختلف ممثليها ونسعى جاهدين لتغيير أفكار المغرّر بهم وحثهم على وضع السلاح. هل تظن أنه ما زالت هناك عناصر تنشط في ولاية غليزان؟ على حسب ظني، فإن ولاية غليزان أصبحت خالية من هذه الجماعات، إلا من أفراد قلائل ينشطون هنا وهناك وهم تحت السيطرة. وأنا عن طريق جريدة ”الفجر” أوجه لهم الدعوة مجددا، كما فعلت في السابق، بالتفكير جيدا أنه لا طائل من هذه الأعمال التي يقومون بها، وهم مدعوون اليوم لتلبية نداء السلم والمصالحة الوطنية الذي أطلقه الرئيس بوتفليقة وساندناه نحن الذين كنا بالأمس في الجبال وتبنا إلى رشدنا، وأؤكد لهم أن بلادهم ستستقبلهم وستوفر لهم الحياة الكريمة.