دول المغرب العربي تُذبح رياضيا دائما من طرف الحكام الأفارقة عندما يتعلق الأمر باللقاءات مع مصر! حدث هذا للفريق الوطني الجزائري لكرة القدم في أنغولا في لقائه مع الفريق المصري.. وحدث هذا أيضا، أو كاد أن يحدث، للفريق الوطني التونسي لكرة اليد عند لقائه بنظيره المصري في القاهرة مؤخرا، حيث لعب الحكم الدور الرئيسي في إزعاج الفريق التونسي! تونسوالجزائر والمغرب تستحق فعلا أن يحدث لها ما حدث، لأن الجزائروتونس قامتا بالتصويت لصالح المصري فهمي مصطفى لإدارة الاتحادية الإفريقية! وما دام المصريون يسيطرون على الاتحاديات الإفريقية بأصوات التوانسة والجزائريين، فلا عجب من أن يستخدم المصريون موسى الاتحاديات والتحكيم في ذبح المغاربيين! يتذكر الجميع كيف تمزق سباط الجزائريين والتوانسة من أجل حصول فهيم المصري على قيادة الاتحاد الإفريقي.. ولكن المصري فهمي لم يتردد في استخدام المنصب، الذي وصل إليه بأصوات التوانسة والجزائريين، في الضغط على الحكام لأجل تفضيل فريق بلاده بطرق غير رياضية. يجب أن يعيد دول المغرب العربي النظر في مسألة المساندة التي تقدمها لمصر في الإستحواذ على النفوذ في المنظمات الإفريقية في الرياضة وغير الرياضة.. وعلى هذه الدولة أن تصنع دعمها حيث توجد مصالحها.. ومصالحنا لم تعد مصانة مع مصر بعد الذي حدث ويحدث في عالم الرياضة. من المؤسف حقا أن الدول المغاربية، ومنها الجزائر، قد فوتت على نفسها فرصة تعيين المدير العام لليونيسكو من إحدى دول المغرب العربي بسبب اللهث وراء ترشيح المصري حسني فاروق! والذي لم يستطع الإنتصار على موظفة مغمورة من بلغاريا! إن الهيمنة المصرية على الجامعة العربية وتحويل أكثر من 30 منظمة واتحادا عربيا إلى مزارع خاصة للمصريين ينبغي أن ينتهي! والأمر نفسه ينبغي أن يحدث في مجال الأنشطة المتعلقة بالمنظمات القارية الإفريقية. لقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن المصريين أصبحوا يستخدمون ما بأيديهم من وسائل ومنظمات إفريقية لصالح مصر.. ومصر وحدها.. ولا يراعون حتى أدنى شعور لبقية الدول وخاصة دول شمال إفريقيا! ومن المؤسف حقا أن المصريين أصبحوا لا يرون في غيرهم من الدول الإفريقية والعربية غير مزارع خاصة لأنشطة مصر لصالح أهدافها الوطنية. لقد تابع الجميع في الفضائيات.. كيف عامل المصريون في ستاد القاهرة حفل تتويج الفريق التونسي لكرة اليد بعد فوزه على الفريق المصري، فقد انسحب الجمهور كلية من الملعب.. وتمت عملية إلغاء مظاهر الإحتفال التي كانت محضرة لفوز مصر بالكأس، وعندما لم تفز وفازت تونس حوّل المصريون الحفل إلى شبه مأتم! وهذه الصورة وحدها كافية لإعادة النظر في تواجد المنظمات القارية للرياضة في هذا البلد! فالبلد الذي لا يضمن تنظيم حفل رياضي مقبول لتتويج فريق إفريقي على أرضه لا يستحق أن تحتضن أرضه أية منظمة رياضية إفريقية! وبتعبير آخر.. هل يعقل أن تتصرف مصر مع الفرق الإفريقية بالطريقة التي تصرفت بها مع فريق الجزائر وفريق تونس.. ويبقي الاتحاد الإفريقي على مقره بهذه الدولة؟! من حق مصر أن تطرح نفسها دولة محورية في المنطقة العربية وإفريقيا .. لكن ليس من حقها أن تجعل هذا الدور المحوري سببا في إلغاء الدول الأخرى حتى من المنافسة الرياضية! وأن تتم عملية الإلغاء هذه بطرق غير رياضية! لقد صدق البرادعي حين قال: إن السياسة الخارجية المصرية الحالية تواجه مشاكل مع عدة دول.. مشاكل مع سوريا وأخرى مع لبنان.. وثالثة مع قطر.. ورابعة مع السودان، هذا السودان الذي هو المجال الحيوي لمصر، ومع ذلك لم تتردد مصر في مطالبة رئيسه عمر البشير بتسليم نفسه إلى المحكمة الدولية؟! إن التجاوزات التي مارستها مصر في السياسة الخارجية بلا أخلاق سياسية أرادت أن توسعها إلى المجالات الرياضية والإقتصادية والثقافية! وما حدث مع الجزائر في المجال الرياضي والمجال الإقتصادي يدل دلالة واضحة على الأخطاء الكبيرة التي أصبحت تحكم السياسة الخارجية المصرية. والمطلوب من الجزائر أن يكون ردها الجاري بالفعل، وليس بالقول، على المصريين مسألة مستمرة ومتواترة وليست مسألة ظرفية كما يحاول المصريون.. فالسياسة الخارجية الجزائرية مثل السياسة الأمريكية تتحرك وفق نبض الشارع، والشارع الجزائري الآن وصل إلى قناعة بأن العلاقات مع مصر يجب أن تعود إلى أقل من العادية في المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية.. ليفهم المصريون أن الجزائر ليست دولة محار أو موز؟!