التصفيق الحار الذي قوبل به الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد في القاعة البيضوية في المؤتمر التاسع للأفالان يشبه التصفيق الذي قوبل به في المؤتمر الخامس عندما رشح لعهدة ثانية! الشاذلي له هذه المكانة في الحزب العتيد لأنه هو الذي حول الجبهة إلى حزب بعد المؤتمر الرابع بجهد خاص من يحياوي والمرحوم مساعدية! فتحول الحزب من جهاز سياسي أو شبه سياسي للدولة في عهد المرحوم بومدين إلى حزب الدولة! لكن الشاذلي هو أيضا الأمين العام للحزب الذي أحدث فك الارتباط بين الحزب والدولة بعد أحداث أكتوبر.. وبعد أن أخرج نفسه من مشمولات هذا الارتباط بعد أن ترشح باسم الحزب لرئاسة الجمهورية لعهدة ثالثة! الرئيس بوتفليقة الذي بعث برسالة لبلخادم وحزبه يدعوه فيها إلى تشبيب الحزب العتيد، ذكرتني رسالته هذه بنظرية زعيم الإصلاحيين مولود حمروش حين اقترح في المؤتمر السادس تشبيب الحزب، فكان أن أعاد مهري كل عجائز الأفلان إلى الأفالان تحت نظرية لم الشمل! فهل يعيد التاريخ نفسه الآن! حين يدعو بوتفليقة إلى التشبيب في وقت يصفق المؤتمر كله للوجوه القديمة؟! نظرية التشبيب هذه رفعها أيضا الأمين العام السابق لبلخادم بن فليس، فكانت النتيجة أن تم إبعاده بواسطة تصحيحية قادها بلخادم! ويبدو أن بلخادم هو الذي فهم حقيقة هذا الحزب.. حين يقرأ رسالة بوتفليقة الداعية إلى تشبيب الحزب وفي نفس الوقت يصنع الحدث في المؤتمر بدعوة كل الذين باعوا الأفالان "بالفول" فاشتراهم أفالان بلخادم بالقشور؟! لقد شاهد الجميع في الصفوف الأمامية وجوها مثل بلعيد عبد السلام الذي استقال من الأفالان بعد أن قال: "إن على رأس حزبي عصابة"! وكان وقتها على رأس الحزب مهري وبلخادم وحمروش والشاذلي! وكما يقول "القمارجية" يبدو أن بلخادم نجح في "لَمِّ" الحصيرة "بالرشم" في هذا المؤتمر.. فكان الأمر عبارة عن مؤتمر تجمع فيه بقايا جيل تحت قبة بقايا حزب! يفتخر بأنه ما يزال يسيّر بقايا دولة بعقلية بقايا ثورة؟!