عرف افتتاح المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني أمس بالقاعة البيضوية، حضورا سياسيا ودبلوماسيا ''غير مسبوق''، حيث جمع الافالان في الجلسة الافتتاحية ما لم يجمعه أي حزب من قبل، سواء من حيث عدد الوفود الأجنبية أو من حيث الوجوه التاريخية والوطنية والجمعوية التي حضرت فعاليات افتتاح المؤتمر. تصدر حضور رئيس الجمهورية السابق الشاذلي بن جديد واجهة المدعوين، وكان أبرز الأسماء التي توصف بالثقيلة في تاريخ الحزب العتيد والجزائر المستقلة التي حضرت مراسيم الافتتاح، حيث جلب الأنظار إليه بشكل لافت وهذا منذ نزوله أمام القاعة البيضوية واستقباله من طرف عبد العزيز بلخادم وإلى غاية مغادرته القاعة وسط تصفيقات المؤتمرين الذي وجهوا له تحية خاصة. وإن كان حضور العديد من الوجوه السياسية وفي مقدمتها أحمد أويحيى الأمين العام للأرندي وأبو جرة سلطاني رئيس حركة حمس شريكا الأفالان في التحالف، متوقعا فقد اقتصر الحضور من خارج التحالف على رئيسة حزب العمال لويزة حنون. ولفت الأنظار أن الصفوف الأولى من القاعة البيضوية قد عجت بالضيوف على اختلاف مستوياتهم حيث كان إلى جانب الرئيس بن جديد كل من عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني. يضاف إليهما أكثر من 20 وزيرا في الحكومة، حيث حضر إضافة إلى وزراء الافالان كل من وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي وكريم جودي وزير المالية وعز الدين ميهوبي كاتب الدولة للاتصال وحميد بصالح وزير البريد وغلام الله وزير الشؤون الدينية والشريف رحماني وزير البيئة وعبد المالك سلال وزير الموارد المائية وعبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني . وإضافة إلى الحضور الشبه كلي لأعضاء الحكومة فقد شكل حضور كل من العقيد الطاهر زبيري والمجاهد أحمد مهساس أبرز الحاضرين من الوجوه التاريخية يضاف إليهما شخصيات من متقاعدي مؤسسة الجيش الوطني الشعبي أبرزهم الجنرال المتقاعد محمد عطايلية. وإلى جانب هذا الحضور النوعي من المسؤولين والوجوه الوطنية في مراسيم الافتتاح فقد كان الحضور الأجنبي والدبلوماسي الكبير، حيث بلغ عدد الوفود الأجنبية أكثر من عشرة، يضاف إليهما العديد من السفراء الذين خصص لهم جناحان على جانبي المنصة، يتقدمها وفد الجمهورية العربية الصحراوية الذي يقوده الرئيس محمد عبد العزيز، إضافة إلى وفد حزب البعث السوري الذي يقوده نائب الأمين العام للحزب، ووفد حزب العدالة والتنمية التركية الذي يقوده نائب رجب طيب أردوغان، في حين سجل حزب التجمع الدستوري التونسي حضوره بوفد يقود أمينه العام، وإلى جانب الوفود السابقة حضر كذلك مراسيم الافتتاح وفد عن المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بقيادة إبراهيم عثمان سعيد، وبالنسبة للأحزاب الفلسطينية فقد حضر وفدان واحد عن حركة حماس وآخر عن حركة فتح إضافة إلى وفد يمثل الحزب الموريتاني الحاكم. أما من خارج القطر العربي والإسلامي فق حضر وفد عن المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب إفريقيا إضافة إلى وفد عن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، وآخر عن الحزب الحاكم في كوريا الشمالية وكذا الحزب الشيوعي الحاكم في كوبا إضافة إلى وفد عن الحزب الحاكم في جمهورية فيتنام. وقد انطلقت أشغال الافتتاح في حدود الساعة العاشرة والنصف حيث تكفل عبد العزيز بلخادم الذي يبقى الأمين العام لحزبه إلى غاية تشكيل مكتب المؤتمر من الناحية النظامية بتنشيط جلسة الافتتاح، وسط حركية كبيرة في القاعة نتيجة الحضور القياسي الذي فاق 4 آلاف شخص بين المندوبين والمدعوين والمنظمين، وأبرز ما ميز أشغال الافتتاح هو اضطرار عبد العزيز بلخادم إلى النزول من المنصة لتحية الرئيس السابق بن جديد والخروج معه إلى غاية باب القاعة من أجل توديعه ليعود بعدها إلى تسيير مراسيم الافتتاح. وقد اقتصرت التدخلات بعد كلمة بلخادم على بعض الوفود الأجنبية وفي مقدمتهم الأمين العام لجبهة البوليزاريو محمد عبد العزيز وممثل حزب المؤتمر الوطني السوداني وبعض ممثلي الوفود الأخرى.