حلت أمس الذكرى السابعة لبدء الغارات الجوية على العراق إيذانا بانطلاق الغزو الأمريكي البريطاني، فيما لا يزال عشرات آلاف الجنود الأمريكيين على أرض العراق الذي لم يتنعم إلى الآن لا بالحرية التي وعد بها ولا بالاستقرار الذي تتهدده أجواء الانقسام السياسي مع صدور نتائج غير نهائية لأصوات الناخبين بطريقة بطيئة وبنسب مجزأة، والخوف من فراغ في الحكم جراء التناحر على رئاسة الحكومة. ولعل من المفارقات المؤلمة أن قوات الاحتلال الأمريكية وهي تواصل عملية “الانسحاب” غير الكاملة، تترك خلفها، سبعة أعوام من الخراب والموت الذي طال مئات آلاف العراقيين وتسبب في تشريد ملايين آخرين، وتترك أيضا عملية سياسية يفترض أنها “ثمرة” العراق الجديد، لكنها مثخنة بجروح طائفية ملتهبة، لم تداوِها صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية الثانية تحت الاحتلال في السابع من مارس الحالي. ورغم مرور سبع سنوات على الغزو، إلا أن الأزمة الإنسانية ما زالت تلاحق العراقيين لاجئين كانوا أو نازحين. وقد أكدت منظمة غير حكومية أن الولاياتالمتحدة تتحمل “مسؤولية خاصة” في مساعدة العراق على معالجة الأزمة الإنسانية التي تطال عددا هائلا من العراقيين النازحين الذين يصارعون من أجل البقاء. وفي تقرير نشر عشية الذكرى السابعة للغزو الأمريكي للعراق، قالت منظمة “ريفيوجيز إنترناشيونال” الدولية “وأكد التقرير أن الحكومة العراقية لا تبذل جهودا وإن وجدت فهي غير كافية لمساعدة النازحين، داعيا الولاياتالمتحدة إلى تعزيز جهودها وسد هذه الثغرة لأنها “تتحمل مسؤولية خاصة” في هذه الأزمة الإنسانية”. وقد ارتفعت نسبة الولادات المشوهة بصورة لافتة منذ الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 ما شكل محنة جديدة تعاني منها الطفولة في العراق عموما وفي مدينة الفلوجة خصوصا. وقالت وكالة الأنباء الصينية شينخوا في تقرير لها إن معاناة الطفولة في العراق ترتكز بالدرجة الأولى على مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي الذي يستعيد العراقيون مرارته للمرة السابعة وسط تنبيهات متكررة من أطباء الفلوجة من تزايد أعداد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية مختلفة خصوصا بين المواليد الجدد.