مثل أمام محكمة سيدي امحمد، بالعاصمة، رعية مالي بعد متابعته بتهمة النصب والاحتيال التي راح ضحيتها تاجران من العاصمة، بعد أن سلبهما مبلغا ماليا قدره 63 مليون سنتيم، على أساس تحويل المبلغ إلى أورو. القضية التي عرضت على هيئة المحكمة بدا فيها شيء من الغرابة، بعد أن تحول فيها الضحيتان إلى متّهمين إلى جانب المتهم الرئيسي من جنسية مالية، يشتغل بمجال البناء بمدينة وهران. وحسبما جاء في جلسة المحاكمة، توجه المتهمان الضحيتان من منطقة عين البنيان إلى ساحة بورسعيد لتصريف مبلغ 63 مليون سنتيم بما يعادله بعملة الأورو، أين تعرفا على الرعية المالية المتهم في قضية الحال، والذي اعتاد الترصد لضحاياه بالسوق السوداء للعملة الصعبة وعرض عليهما ثمنا مغريا جعلهما لا يترددان في البيع. وتسلم الضحايا مبلغ 500 ألف أورو، ليكتشفا بعد ساعة أنها تحولت إلى أوراق خضراء لا قيمة لها.. وهذا ما أصابهم بالذهول والدهشة، ونظرا إلى أن الضحيتان المتهمان لا يملكان أي دليل على الواقعة فكرا في وضع خطة للإيقاع بالرعية المالية، بعد استعمال رقمه الهاتفي قاما باستدراجه إلى تليملي وهناك وقبل تسليمه إلى رجال الشرطة، وهما يتحدثان إليه لفت الأنظار إليهما على أنهما في حالة شجار عنيف، ليتدخل رجال الشرطة، وتوجه تهمة ارتكاب جرم تهديد وعدم التبليغ عنها للمتهمين. أكد دفاع المتهمين أن هذه الإجراءات تعسفية في حقهما لأنهما قاما بمساعدة العدالة بوضع يدها على هذا المجرم، في حين أنكر الرعية المتهم معرفته بهما، مصرحا أنهما تقدما منه لتزوير العملة مهددين إياه، في حالة رفضه، بالتبليغ عنه بسبب إقامته الغير الشرعية على التراب الجزائري.