استأنفت قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين نهاية الأسبوع الماضي عملية تجديد هياكل النقابة على المستوى المحلي، وحددت شهر أكتوبر القادم كآخر أجل للانتهاء من العملية، حيث ترأس الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد أمس اجتماعا مصغرا للأمانة الوطنية ضم بعض الأعضاء فقط وتم توسيعه الى نقابيي فيدرالية قطاع البترول خصص لدراسة كيفية رفع الجمود عن الفيدرالية بسبب الخلافات الداخلية بين أعضاء مكتبها. ويأتي اهتمام الأمانة الوطنية للاتحاد العام بهذه النقابة ليس فقط لكونها تعرف احتقانا بين الأعضاء ولكن لأهميتها من حيث الوعاء النقابي حيث تضم أكثر من 50 ألف عامل منخرط في الاتحاد، كما أن الشلل الذي أصاب نشاطها أثر كثيرا على أدائها وحال دون الاستجابة للعديد من انشغالات العمال مما فتح الباب أمام بروز محاولات تنظيم إضرابات. ويندرج هذا الاجتماع في سياق سعي الأمانة الوطنية للمركزية النقابية الى تجاوز الانسداد الحاصل في العديد من الهياكل والتي يعود تاريخ جمود عمل البعض منها الى أكثر من عامين. وتعاني العديد من الفيدراليات والاتحادات الولائية انسدادا منذ مدة سواء لخلاف داخلي بين الأعضاء أو لعدم تجديدها أصلا كما هو الحال لبعض الحالات، وتشير مصادر على صلة بملف إعادة تجديد النقابة لهياكلها إلى وجود قرابة 18 اتحادا ولائيا و12 فيدرالية تعرف جمودا مما أثر سلبا على أداء هياكل النقابة على المستوى القاعدي، ويوجد ضمن الاتحادات الولائية المعنية بالتجديد وتتطلب إعادة بعثها من جديد اتحادات ذات ثقل بالنسبة للاتحاد العام للعمال الجزائريين الاتحاد الولائي لتلمسان وجيجل وحتى تيبازة ورغم أن هذا الأخير عرف الأسبوع الماضي انتخابات لتجديد الهياكل إلا أن مشكلا بين أعضاء مكتبه ظهر في آخر لحظة مما دفع الى تأجيل عملية التنصيب الرسمي. وتواجه النقابة أيضا "امتحانات" عسيرة فيما يخص تنصيب بعض الفيدراليات وحتى بعض النقابات المحلية على غرار نقابة "ارسيلور ميتال" بعنابة بعد الخلاف الذي ظهر بين الأعضاء مما استدعى تنقل الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد شخصيا الى المصنع لحضور انتخابات تجديد الفرع النقابي لتجنب الانحرافات. كما أن نقابة الخطوط الجوية الجزائرية ليس في أحسن حال هي الأخرى حيث توجد في مقدمة الفروع التي تحرص قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين على الحفاظ على انسجامها لكونها تمثل قطاعا حساسا ويتعين تفادي حدوث صدام بين أعضائها من جهة، ومن جهة أخرى استباق امتصاص أي تطورات من شأنها أن تؤدي الى وقوع مواجهة بين إدارة الشركة والعمال. وحددت الأمانة العامة للاتحاد في اجتماع لها مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية شهر أكتوبر القادم للانتهاء من عملية تجديد كل هياكل النقابة على المستوى المحلي، وأوصى الأمين العام سيدي سعيد كل الأعضاء على العمل من اجل تجاوز الانسداد الذي أصاب الكثير منها. وأشرف أعضاء من الأمانة الأسبوع الماضي على تنصيب بعض الفيدراليات من أبرزها فيدرالية الميكانيك، وتم تجاوز الخلاف القائم بين أعضاء مكتبها منذ أكثر من عامين وتم تجديد الثقة في أمينها العام السابق محمد الصديق كرجاني. واستفيد من مصادر على صلة بالفيدرالية أن الانسداد مرده خلافات شخصية بين الأعضاء متعلقة مباشرة بما حدث في المؤتمر الأخير للمركزية النقابية بعد استحداث منصب أمين عام مساعد وبروز طموح لدى مسؤول التنظيم السابق صالح جنوحات من اجل تولي هذا المنصب مما كاد أن يدخل النقابة في صراعات حادة بين قياداتها. ورغبة من الأمين العام الحالي عبد المجيد سيدي سعيد في إبعاد "شبح" التطاحن الداخلي، فقد أعاد بعث الطريقة المعتمدة في عهد الأمين العام الراحل عبد الحق بن حمودة المتعلقة بتكليف أكثر من عضو في الأمانة للإشراف على تجديد هياكل النقابة وعدم إسناد المهمة فقط لمسؤول التنظيم كما كان عليه الحال في السنوات الخمس الماضية حيث أصبح مسؤول التنظيم حاليا يتدخل مباشرة في تعيين المشرفين على الفيدراليات والاتحاد مما عزز من موقعه داخل المركزية النقابية. وأكدت مصادر من الاتحاد أن الأمين العام سيدي سعيد يوكل مهمة الإشراف على تجديد تلك الهياكل لأكثر من عضو في الأمانة، ويقوم شخصيا بالتوقيع على محضر التنصيب، واضعا بذلك حدا للطريقة التي كان يتعامل بها في السابق مع موضوع تجديد الهياكل.