قالت الولاياتالمتحدة إنها ستنظر في دعم تأجيل الانتخابات في السودان لفترة وجيزة “لضمان تحقيق المزيد من المصداقية”، فيما أعلنت المفوضية القومية للانتخابات- عشية انتهاء الحملة الانتخابية- أنها فرغت من تهيئة الظروف التقنية والمادية للاقتراع المقرر إجراؤه في الفترة من 11-13 من الشهر الجاري. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، للصحفيين: “وجهة نظرنا هي أنه إذا تقرر أنه من الضروري التأجيل لفترة وجيزة، ورأينا أن التأجيل القصير سيمكن العملية أن تكون أكثر مصداقية، فسوف نكون مستعدين للتفكير في الأمر”. وأضافت “هذا يعود بشكل واضح للسلطات نفسها”، مشيرة إلى “وجود كثير من الإخفاقات في هذه العملية، وهذا مبعث القلق الحقيقي”. غير أن سفير السودان لدى الأممالمتحدة، عبد المحمود عبد الحليم، رفض الحديث عن تأجيل الانتخابات، قائلا “الحكومة نفسها لا تستطيع ذلك والانتخابات لن تؤجل على الإطلاق”. ورفض عبد الحليم مزاعم بوجود مشكلات في العملية الانتخابية، وانتقد الاتحاد الأوروبي لقيامه بسحب مراقبيه من دارفور غربي السودان. وعشية اختتام الحملة الانتخابية، أعلنت المفوضية القومية للانتخابات أنها انتهت من تهيئة الظروف التقنية والمادية لإجراء الانتخابات المقررة من 11 إلى 15 من الشهر الجاري. وقال مدير المراقبة بالمفوضية إنه تم إحصاء أكثر من مائتي ألف مراقب داخلي ودولي للإشراف على عملية الاقتراع. بدوره، قال جيمي كارتر، مدير مركز كارتر لمراقبة الانتخابات، إنه يأمل أن تكون الانتخابات السودانية ناجحة وأعرب عن أسفه لقرار عدد من الأحزاب مقاطعتها. وأضاف كارتر “يجب أن ننتظر وسنرى ماذا سيحدث في الانتخابات، لكننا نأمل أن تكون انتخابات عادلة وشريفة على الأقل بالنسبة للمشاركين فيها”. من ناحية أخرى، تعهد رئيس حزب الأمة الصادق المهدي الذي قرر عدم المشاركة في عملية الاقتراع بأن يتعامل حزبه مع الفائزين في الانتخابات “من أجل إرساء الأمن والاستقرار في البلاد وفي إقليم دارفور” خاصة. وكان حزب الأمة قرر مقاطعة الانتخابات العامة في البلاد، بجميع مستوياتها الرئاسية والتشريعية وانتخابات ولاة الولايات، بعد أن منح مفوضية الانتخابات مهلة امتدت لأسبوع لتحقيق ثمانية شروط تتعلق بالنزاهة والحياد، على حد قوله. وفي تبريره لانسحابه، اعتبر المهدي أن هذه الانتخابات “لا تمثل الاحتكام الحقيقي للشعب السوداني” و”حتى لا يساهم الحزب في إسباغ الشرعية على نظام الرئيس عمر البشير”. وجاء قرار حزب الأمة بعد يوم واحد من قرار الحركة الشعبية مقاطعة الانتخابات على جميع المستويات في شمال السودان بسبب ما وصفتها بانتهاكات خطيرة شابت العملية الانتخابية. يأتي ذلك فيما توجه وفدان من المراقبين المصريين وأمانة الجامعة العربية من القاهرة إلى الخرطوم لمراقبة الانتخابات المزمعة الأحد المقبل التي يتنافس فيها 12 مرشحا على منصب الرئيس، بينهم عمر البشير.