تشهد العديد من مدارس السياقة بالعاصمة إقبالا كبيرا من طرف المتحصلين على رخصة السياقة للإستفادة من ساعات إضافية، بعد أن وجدوا أنفسهم غير متمكنين من قيادة مركباتهم بشكل جيد ووفق ما ينص عليه قانون المرور الجديد، الذي يلزم السائق بمعرفة كل قواعد السياقة، وأي خطأ يعرضه لدفع غرامة مالية أو سحب للرخصة ذاتها للوقوف على واقع السياقة ببعض المناطق وانشغالات المتحصلين على رخصة السياقة، تنقلت “الفجر” إلى مجموعة من المدارس بالعاصمة.. وكانت وجهتنا الأولى بلدية الحراش وبالضبط عند أشهر مدرسة تعليم السياقة، التي تمثل قبلة المترشحين من مختلف المناطق نظرا لسمعتها الطيبة. اقتربنا من بعض الشبان لنسألهم عن سبب إقبالهم للتعلم بالرغم من تحصلهم على الشهادة، فكان ردهم أنهم لم يستفيدوا من الساعات العادية، خاصة فيما يتعلق بكيفية الركن، لأن السياقة على متن السيارة غير تلك التي يتعلمونها في ربع ساعة والتي من المفروض أن تكون في ساعة كاملة حسب القانون، إلا أن كثرة عدد المترشحين انعكس سلبا على طريقة تعلمهم. وليس بعيدا عن ذات الشارع، وجدنا مدرسة أخرى، اقتربنا من صاحبها على للإستفسار عن كيفية التسجيل للحصول على شهادة السياقة، فإذا بنا نجد مترشحا يتشاجر معه لأنه تم تحديد موعد امتحانه دون أن يستفيد من الحصص المخصصة له والمقدرة ب 10 حصص، إلا أنه لم يتلقى سوى 6 حصص، ما أثار استياءه وجعله يندد بطريقة عمل بعض أصحاب المدارس. بينما كنا نستمع للحديث، دخلت مجموعة أخرى من المتحصلين على رخصة السياقة، والذين عادة ما يقبلون على المدارس في الساعات المسائية، بين الخامسة والسادسة مساء، من أجل التعلم غير أنهم أصروا على استفادة كل واحد على حدة من أجل التحصيل الجيد، بدل تلك الفوضى التي اعتادوا على التعلم فيها والتي وصفوها ب “مضيعة للوقت “ لأن نتيجتها كانت عدم التحكم في قيادة السيارة. نفس الوضع وقفنا عليه بإحدى مدارس تعليم السياقة بحي المكان الجميل، أين شهد هذا الأخير حالة استنفار قصوى من طرف بعض المترشحين الراغبين في الحصول على ساعات إضافية، ولو بأثمان باهضة حتى يتمكنوا من قيادة مركباتهم التي عجزوا عن قيادتها بمستوى رديء وفي تلك المدة المحدودة، التي لا يستطيع المترشح أن يتعلم فيهاكل أنظمة القيادة. اللجوء للساعات الإضافية من أجل التحكم الجيد في السياقة وعن الساعات الإضافية، قالت صاحبة مدرسة لتعليم السياقة بالمدنية، إن الشبان يطلبون ساعات إضافية ليس للتقليل من مستوى المدارس، وإنما بغرض الإتقان الجيد للسياقة، وبغية التقدم أكثر والتخفيف من حوادث المرور التي تنجم عن مثل هذه المشاكل. أما عن ساعات القيادة، فقد أكدت أنها تتم حسب البرنامج اليومي للمترشح، أما في سائر الأيام فعادة ما تتم في الساعات المسائية أي عندما ينتهي موعد المترشحين العاديين، حتى يتم الإهتمام بالمقبلين على الساعات الإضافية لمعرفة نقاط ضعفهم ومحاولة تداركها. وأضافت صاحبة المدرسة قائلة:”في بعض الحالات يتم تحديد الموعد مع المترشح لأنه الأدرى بالتوقيت الذي يلائمه ونحن بدورنا نضعه له الحصص الشاغرة حتى يختار”ساعات إضافية” تجاوزت 800 دينار ببعض المدارس بالعاصمة، تجاوزت ساعات القيادة الإضافية 800 دينار في أكبر مدارس تعليم السياقة، كون أن هذه الأخيرة لها تاريخ وسمعة طيبة عند بعض الأشخاص، وأصبحت تستقطب العديد من المترشحين من مختلف المناطق. قال أحد المقبلين على مدارس تعليم السياقة، إنه قصد لحد الآن 3 مدارس من أجل تلقي دعم إضافي وبسعر أرخص، إلا أنه تفاجأ بأن الأسعار تتجاوز 800 دينار.. وهو المبلغ الذي عجز عن دفعه. من جهته قال صاحب مدرسة تعليم للسياقة ببلدية بلوزداد، إن الأسعار تحدد وفق ما يرغب فيه صاحب المدرسة ووفق ما يراه مناسبا، ولا توجد أي جهة أو قانون يعارض ذلك.